الديون حاصرت شاب عشرينى العمر، ووجد نفسه قاب قوسين أو أدنى من دخول السجن، فوسوس له الشيطان أن يرتكب جريمة أخرى، للهروب من شبح زنازين السجون، فقتل اثنين لسرقة أموالهما وسداد ديونه، وبدلاً من استعداده لدخول السجن بسبب الديون، بات يستعد لمقابلة "عشماوى".
"محمد.ن" الحاصل على دبلوم فنى، والذيىيقطن فى إحدى القرى التابعة لمركز أجا بمحافظة الدقهلية، حاصرته الديون، بسبب ثقافة الطمع لديه، ومحاولته الكسب السريع، وفى وقت الأزمة كان يتردد على تاجر مواشى ونجله، وأحياناً يبات معهما فى غرفة ملحقة بغرفة المواشى.
الديون أعمت قلب الشاب وعطلت عقله، فلم يعد يفكر سوى فى "السجن" الذى سيدخله خلال أيام، بعدما هدده أصحاب الديون بالتوجه للشرطة، لتحرير محاضر ضده، ومن ثم اختمرت فى ذهنه فكرة سرقة تاجر المواشى الذى لديه أموال كثيرة.
المتهم خطط لجريمته ورسم كافة السيناريوهات، حيث أقنع تاجر المواشى وابنه بأن لديه صديق يريد بيع عدداً من رؤوس الماشية، وطلب منهما تحضير مبلغ مالى لشراءها، وبات معهما هذه الليلة، وما أن داعب النعاس جفون العيون، حتى تسلل المتهم فى هدوء وتعدى بآلة حادة كانت بحوزته على الاثنين، فقتلهما وهرب قبل القبض عليه.
المتهم لم يجد وسيلة للإنكار، حيث انهار أمام رجال المباحث معترفاً بجريمته النكراء، معلقاً أخطائه على شماعة الفقر والحاجة، مؤكداً أن هدفه كان الحصول على المال دون إراقة الدماء، لكن خوفه من استيقاظ الاثنين دفعه لقتلهما.
الجانى لم يجد مبرراً قوياً لارتكابه مثل هذه الجريمة النكراء، معرباً عن ندمه لقتله اثنين طالما أكل معهما "عيش وملح"، وتاجر مواشى، اعتبره مثل والده.
كان اللواء محمد حجى مدير أمن الدقهلية، تلقى إخطارًا من العميد محمد شرباش مدير مباحث المديرية، والخاص بالمحضر رقم 40 41 لسنة 2018 إدارى مركز شرطه أجا بشأن مقتل "نبيل.س" وابنه "محمد" متأثرين بإصابتهما بجروح ذبحية بالرقبة، وأخرى قطعية غائرة بالرأس، وذلك أثناء نومهما بغرفة ملحقة بحظيرة ماشية ملك المجنى عليه.
تم تشكيل فريق بحث من ضباط فرع البحث الجنائى بجنوب الدقهلية، وضباط مباحث المركز برئاسة العميد أحمد شوقى رئيس قسم المباحث الجنائية، وبالتنسيق مع فرع الأمن العام بالمديرية لكشف غموض الواقعة، وضبط مرتكبيها.
وأسفرت جهود فريق البحث إلى أن وراء ارتكاب الواقعة "محمد.ن" 21 سنة، حاصل على دبلوم فنى صنايع ومقيم قرية برج النور الحمص، وأن المتهم يعانى من تراكم الديون عليه، حتى وصل به الأمر إلى قرب صدور أحكام قضائية ضده، ما دفعه إلى التخطيط لارتكاب الحادث وسرقة المواشى التى بالحظيرة.
وكشفت التحريات تردد المتهم على المجنى عليه فى حظيرة الماشية، وارتباطه معه بمعاملات تجارية فى تجارة الماشية، ونظرًا لعلم المتهم بحمل المجنى عليه وحيازته لمبالغ مالية، بصفة مستمرة، فأوهمه أنه على علاقة ببعض تجار الماشية، وأنه قد يتفق معه الحضور لبيعها، وذلك فى سبيل أحضر المجنى عليه مبالغ مالية بالحظيرة، ووضعه أسفل وسادة السرير، وعند وصول المتهم للحظيرة، وعلم بوجود المبلغ المالى بالمكان، وأثناء انتظار وصول التجار المزعومين غلب على المجنى عليه وابنه النوم، فاستغل المتهم ذلك واستل "شرشرة" تستخدم فى حصاد البرسيم، كانت بجوار السرير، وانهال بها على المجنى عليه وابنه، الذى استيقظ عند استغاثة والده، وأصابهما بالإصابات التى أودت بحياتها، واستولى على المبلغ المالى وفر هاربًا.
وعقب تقنين الإجراءات تم ضبط المتهم، وأرشد عن المسروقات، عبارة عن 33 ألف جنيه، والأداة المستخدمة فى الجريمة، والتى كان تخلص منها على حافة أحد المجارى المائية القريبة بمكان الواقعة.