الأشقياء الثلاثة حمادة ومعتمد وعمرو جمعتهم ضائقة مالية واحدة فبدلا من أن يقوموا بالحث عن عمل لسداد ديونهم فكروا فى طريق آخر للحصول على المال هذا الطريق، وهو طريق الحرام جمعتهم عدة لقاءات بأماكن مختلفة ما بين الزراعات وعلى الترع والمقاهى المشبوهة فكروا كثيرا وهداهم تفكيرهم الشيطانى إلى اختطاف طفل والده يتمتع بالثراء ولديه من المال الوفير، حيث توجد علاقة قرابة وصلة رحم بين 2 من أفراد التشكيل، ومن الصعب أن يتم وضعهم محل شك.
بدأت خطتهم التى استمرت 5 أيام حتى تم التنفيذ بمتابعة المنطقة والتوقيتات دخول وخروج الطفل وأماكن اللعب التى يتواجد بها حتى حانت ساعة الصفر وعقب انتهاء أهلية الطفل من تناول طعام الإفطار برمضان خرج الطفل وهم فى حالة استرخاء، وكانت هذه هى فرصة الخاطفين الذهبية قام أحدهم بالهرولة نحوه والتعدى عليه بزجاجة مياه غازية على رأسه حتى فقد الوعى وقام بوضعه داخل التوك توك، والذهاب به إلى منطقة مهجورة بعيد عن أعين الناس.
وفور الوصول إلى المكان حاولوا إفاقة الطفل إلا أنه لم يستجب نهائيا لأى محاولة إفاقة، بالرغم أنه يتنفس وكافة وظائفه الحيوية تعمل بشكل سليم فقام أحدهم بعقر إبهام يده اليمنى مما ترك أثر واضحا على يده وعندها عاد الطفل من غيبوبته ولم تكن تلك المحاولة هى المحاولة الأولى لإفاقته بل حاولوا شد جلده وإحداث بعض الكدمات والسحجات به والتى ظهرت خلال توقيع الكشف الطبى عليه بعد عودته.
البطل الرئيسى فى واقعة الاختطاف هو حمادة سائق التوك التوك، والذى تطوع أن يقوم بتوصيل المبلغ للخاطفين ويتسلم الطفل كنوع من المشاركة مع أهليته ومواساتهم فى مصيبتهم ليصبح بطلا أمامهم ويبعد الشبهة عنه لكن كل هذه الأمور لم تكن لتمر مرور الكرام أمام رجال المباحث بمركز شرطة طما والذين قاموا بتحليل كل معلومة من لحظة بداية عملية الاختطاف وحتى تسليم مبلغ الفدية وعودة الطفل لأهله قبل قيامهم ببلاغ لرجال الشرطة.
تمكن ضباط وحدة مباحث مركز شرطة طما برئاسة المقدم هيثم الدكرونى رئيس مباحث المركز من ضبط تشكيلا عصابيا ضم سائق توك توك وعامل وطالب قاموا باختطاف طفل فى الثالثة من العمر بناحية قرية التحرير وطلب فديه مالية قدرها 20 ألف جنيه مقابل إطلاق سراحه.
كان اللواء عمر عبدالعال مساعد الوزير مدير أمن سوهاج قد تلقى بلاغا من اللواء على الكاشف نائب المدير لقطاع الشمال والعميد أحمد شمندى مأمور مركز شرطة طما يفيد باختطاف طفل فى الثالثة من العم بمنزله بناحية قرية التحرير دائرة المركز وقيام الخاطفين بالاتصال بوالد الطفل وطلب فدية مالية.
وعلى الفور ونظرا لما أتسمت به الواقعة من خطورة إجرامية وبناء على تعليمات اللواء عمر عبدالعال مساعد الوزير مدير أمن سوهاج تم تكليف اللواء خالد الشاذلى مدير إدارة المباحث الجنائية بسرعة تشكيل فريق بحث لكشف غموض الواقعة والتوصل إلى مرتكبيها.
وعلى الفور تم تشكيل فريق بحث برئاسة العميد محمود حسن رئيس مباحث المديرية وضم العقيد ياسر صلاح رئيس فرع بحث الشمال والمقدم هيثم الدكرونى رئيس مباحث مركز شرطة طما وضباط فع بحث الشمال وضباط مباحث مركز شطة طما بالاشتراك مع الأمن العام برئاسة العميد منتصر عبدالنعيم رئيس الفرع.
وتبين من التحريات بتقدم ممدوح.ع.ا.م 39 سنة صاحب مكتب استيراد وتصدير ويقيم بناحية قرية التحرير دائرة مركز طما ببلاغ أفاد فيه أنه عقب صلاة العشاء وعند قيامه بالبحث عن نجله مؤمن 3 سنوات فلم يجده وورد إليه اتصال تليفونى من أحد الأشخاص بوجود الطفل لديه وطلب فديه قدها 20 ألف جنيه مقابل إطلاق سراحه وشدد عليه بعدم إبلاغ الجهات الأمنية بالواقعة حفاظا على حياة الطفل.
وتم الاتفاق فيما بينهما على مكان تسليم الفديه والطفل وذلك بطريق جانبى بناحية قرية البربا مركز صدفا أسيوط وتم تسليم الطفل والفدية، وتبين لوالد الطفل أن نجله مصابا بكدمات متوسطة بالجبهة وآثار عقر آدمى بإبهام اليد اليمنى وجرح سطحى بفروة الرأس وسحجات متفرقة بالظهر وعلل عدم البلاغ فى حينه لاهتمامه بعلاج نجله وأضاف اتهام مالك الهاتف المحمول الذى قام بالاتصال بخطف نجله، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 7857 جنح مركز شرطة طما.
وبالعرض على النيابة العامة قدت طلب تحريات المباحث حول الواقعة وظروفها وملابساتها وتم وضع خطة بحث هادفة تمثلت فى فحص خلافات والد المجنى عليه وعلاقاته وشهود الرؤية وفحص المشهور عنهم ارتكاب هذه الجرائم واستخدام التقنيات الحديثة فى الاتصال وبالتطبيق الجيد للخطة وبنودها طبقا لخطة البحث الموضوعة تبين أن وراء ارتكاب الواقعة تشكيل عصابى ضم حمادة. ا. ع. س 30 سنة سائق توك توك ويقيم بناحية قرية التحرير ومعتمد. خ. م 19 سنة عامل ويقيم بذات الناحية وعمرو. ف. ا. ى 24 سنة طالب ويقيم بذات العنوان.
عقب تقنين الإجراءات تمكن فيق البحث من ضبط المتهمين مرتكبى الواقعة الواقعة وبمواجهتهم اعترفوا تفصيليا بارتكاب الواقعة.
وأضاف المتهمان الأول والثانى بأنه تربطهما صلة قرابة مع والد المجنى عليه وعللوا ارتكابهم الواقعة لأن والد الطفل ميسور الحال، وأنهما يمران بضائقة مالية وقدم المتهم الأول مبلغ 2800 جنيه من الفدية المدفوعة وقام الأول بسداد مبلغ 5000 جنيه قيمة أقساط مستحقة عليه لصالح جمعية رجال الأعمال وباقى المبلغ تم صرفه، وقرروا أنهم قاموا بالتخلص من المحمول والشريحة بإحراقها.
وحول إصابات الطفل قرر التشكيل العصابى أنه تم ضرب الطفل لحظة اختطافه بزجاجة مياه غازية برأسه حتى فقد الوعى وبعدها تم اختطافه وأنهم لإفاقته بعد إصابته بحالة الإغماء قاموا بالتعدى عليه بالعض بإبهامه الأيمن وإحداث سحجات متفرقة بالظهر وكدمات متفرقة بالجسم.
وعلى جانب أخر لاقت جهود فريق البحث وسرعة كشف غموض الواقعة وضبط مرتكبيها قبول واستحسان جموع المواطنين بالقرية والقرى المجاورة لها مما ينعكس بالإيجاب على الصورة الذهنية لهيئة الشرطة وما تقدمه من أداء فاعل ومؤثر فى نشر الأمن وبث الطمأنينة لدى جموع المواطنين وجار العرض على النيابة العامة لتتولى التحقيق.