"العرضحالجى" يعتبر مصطلح مصريا خالصا، كما أن بعض الدول العربية تستخدمه، فهو يعنى الشخص الذى يكتب "العرضحال" أو رسالة عرض المشكلة والتى تستوفى التمغة الحكومية اللازمة، وفى بعض الأماكن يجلس أمام المحكمة أو المصالح والدوائر الحكومية ليكتب للناس شكواهم نظير أجر معروف.
تعتبر مهنة الكاتب العمومى مهنة حرة تقدم خدمات كتابية على أشكال وأنواع ولغات مختلفة مثل كتابة المراسلات وقراءتها وترجمتها، فالخبرة الواسعة التى يحصل عليها الكاتب من تلك المهنة ترجع لحكمته فى النصح والإرشاد والفتاوى ويبدى رأيه فى المواقف والمشاكل والنزاعات، ولكن بصورة ودية وليست قانونية، فجلوسهم أمام المحاكم ومعايشتهم للقضايا تسمح لهم ببناء خلفية معرفية طويلة.
العرضحالجى أو الكاتب العمومى هو الذى يقوم بالكتابة نيابة عن الغير الذى إما لا يجيد القراءة أو الكتابة أو ليست لدية الخبرة والدراية الكافية لكتابة ما يريده بالطريقة الإدارية أو القانونية المطلوبة منه.
ومهنة العرضحالجى معروفة منذ قديم الأزل إلا أنها مازالت متواجدة خاصة فى دول العالم الثالث، والتى ينتشر فى أكثرها الأمية والجهل والبيروقراطية والتعقيدات الإدارية، وبعض الدول تقنن تلك الوظيفة وتخضع ممارستها لشروط معينة وذلك نظرًا لحاجتها الأساسية والضرورية لتلك المهنة، كما أن البلدان العربية تعتبر من أكثر الدول استخدامًا لتلك المهنة "العرضحالجى".
ويعرف العرضحالجى بأكمام إضافية يرتديها فوق ملابسه يجلس فى إنصات بنظارته الطبية الكبيرة يدقق السمع ويكتب كل ما يسمعه دون تدخل منه أو إبداء رأى، ويجب أن يكون شخصية معروفة لأبناء البلدة التى يعمل بها حتى يكون له متسع من الثقة نظرًا لأنهم يعتمدون عليه فى مكاتباتهم الرسمية، وفى البداية كان يكتب بقلم جاف ويجلس بالأسواق العمومية ولا يحدد أجرا معينا مقابل مهنته، فقط يقوم الناس بإعطائه حفنة من النقود، إلى أن تطور وضعه وأصبح يكتب على الآلة الكاتبة بخفة وسرعة ومهارة تتوازى مع سرعة الكلام المنطوق دون الوقوع فى أخطاء، ثم أصبح الحاسب الآلى وسيلة الكاتب فى عمله.