طالب أهالى منطقة كفر السليمانية بالوراق، الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة بالتصدى لتجار المخدرات، والقضاء على ظاهرة انتشار المواد المخدرة، فيما يعرف بدواليب المخدرات، التى يتم توريجها على يد العاطلين باحتلال نواصى الشوارع، والتى تؤدى إلى حدوث العديد من الجرائم، آخرها مقتل الشاب سامى سعيد، الذى تم ذبحه لمحاولته التصدى لعدد من العاطلين من تجار المواد المخدرة.
وقال عمرو على "موظف"، من أهالى الوراق، إن المنطقة تحولت إلى بؤرة إجرامية كبيرة لتجارة المخدرات، وأصبحت ملجئا للعاطلين من مروجى المواد المخدرة، والمتعاطين الذين يقبلون عليهم للشراء، مؤكدًا على أن نواصى الشوارع تحولت إلى أوكار لتجار المخدرات.
وأضاف على، أن مروجى المواد المخدرة يختفون من المنطقة قبل وصول رجال المباحث، حال إبلاغ السكان عن نشاطهم، أو خلال الحملات التى تشنها مديرية أمن الجيزة، ثم يعودون مرة أخرى لأماكنهم فور انصراف القوة الأمنية، لمتابعة ترويج الممنوعات بأشكالها المتنوعة، من أقراص مخدرة وهيروين، وحشيش، وخاصة مخدر الاستروكس، الذى أصبح ظاهرة فى الاونة الأخيرة، حيث من الطبيعى أثناء سيرك فى الشوارع العثور على شاب ملقى أرضى ومصاب بحالة هياج، نتيجة تعاطيه جرعة من مخدر الاستروكس.
وتابع عمرو على حديثه قائلا: "تجار المخدرات يشيعون بين الأهالى أنهم على تواصل مع بعض أمناء الشرطة الفاسدين الذين يحصلون منهم على مبالغ مالية شهرية، مقابل إمدادهم بمعلومات عن توقيت شن الحملات الأمنية، والسماح لهم بترويج المخدرات.
وفى سياق متصل، قال كارم محمود صديق المجنى عليه "سامى سعيد "، الذى فقد حياته لتصديه لتجار المخدرات، وأحد سكان منطقة الوراق، إن سكان منطقة كفر السليمانية بالوراق، التى تشهد انتشارا لتجارة المواد المخدرة، بصدد تنظيم حملة شعبية للتوعية من انتشار وتعاطى المخدرات، والمطالبة بتكثيف الحملات الأمنية على تلك المنطقة، لتطهيرها من تلك الظاهرة، التى تسببت فى العديد من الجرائم.
وطالب "كارم" المواطنين بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، وإمدادهم بالمعلومات حول المتورطين فى تجارة المخدرات، للقبض عليهم، والإبلاغ عن أى منطقة حولها المسجلين خطر إلى بؤرة لترويج الممنوعات، كما طالب سكان المناطق الشعبية الأخرى التى تعانى من ظاهرة انتشار المخدرات بتنظيم حملات شعبية للتصدى لتلك الظاهرة التى أصبحت تمثل خطورة واضحة على الشباب.
فيما أوضح "إسلام حسن" أحد المقيمين بالوراق، أن ناصية الشارع التى شهدت جريمة مقتل الشاب "سامى سعيد" حولها تجار المخدرات إلى بؤرة كبيرة لترويج كل أنواع الكيف، حيث يتردد عليهم قائدى السيارات والتوك توك والعاطلين من المتعاطين للحصول على المواد المخدرة، فى ظل عجز سكان الشارع عن منعهم خشية تعرضهم للإيذاء.
وقال حسن، إن تلك البؤرة يجاورها مدرسة القومية الجديدة، التى يدرس بها تلاميذ ابتدائى وإعدادى، حيث يتوقف تجار المخدرات لترويج بضاعتهم خلال دخول وخروج الطلاب من المدرسة، وهو ما يمثل خطرا عليهم، مضيفا أن سكان الشارع الذى شهد الجريمة، كانوا يتعرضون للإيذاء على يد المتهم بارتكاب جريمة القتل، حيث كان يتوقف بسيارته الملاكى وسط الشارع وبحوزته سلاح نارى، كما يتعاطى المواد المخدرة علانية.
وطالب "إسلام" مديرية أمن الجيزة بتكثيف الحملات الأمنية، ونشر دوريات أمنية لمنع تجار المخدرات من ممارسة نشاطهم، لانتشال منطقة الوراق من وحل انتشار المخدرات، وإيقاف نزيف الدماء الناتج عن وقوع جرائم متعلقة بتجارة وتعاطى المواد المخدرة.
ومن جانبها قالت والدة المجنى عليه "سامى سعيد" ضحية تجار المخدرات، لــ "انفراد "، إن ابنها حاول الدفاع عن سكان المنطقة، بسبب الإيذاء الذى يتعرضون له من جانب المتهمين، نتيجة مضايقتهم للمارة من المواطنين، خاصة السيدات والفتيات، إلا أن المتهمين ذبحوه أمام والده للانتقام منه.
وطالبت والدة المجنى عليه، بإعدام المتهم "عبد الله" المتورط فى قتل ابنها، حتى لا يذهب دم نجلها "سامى" هدرا، خاصة أنه كان وشقيقه يشاركان والدهما المريض فى الانفاق على الأسرة.
والتقط "سعيد نصار" والد الضحية، أطراف الحديث من زوجته، موضحًا أن ناصية شارع بدر حجاج، التى شهدت الجريمة، وحولها المتهمون إلى وكر لترويج المخدرات، تعد المدخل الرئيسى لعدد من الشوارع الجانبية، وأن نجله كان يضطر للمرور منها أثناء توجهه لعمله كسائق توك توك، أو مساعدته فى ورشة النجارة الخاصة به والمجاورة للمنزل.
وأشار والد المجنى عليه، إلى أن ابنه أثناء توجهه للورشة فوجىء بعاطل يدعى "ماندو" وآخرين ميحتلون ناصية الشارع لترويج المخدرات، يتبادلون السباب والشتائم، فطالبهم بالانصراف من المكان، وعدم التسبب فى مضايقة لسكان الشارع، إلا أن "ماندو" اعتدى عليه بالسب، ووجه له "ألفاظ خارجة"، وعندما علمت بالمشاجرة، أسرعت لفضها ثم اتصلت ونجلى الأكبر عل والد "ماندو" وشقيقه المتهم "عبد الله"، الذى حضر وبصحبته آخرين، وعندما علم أن شقيقه هو المخطىء قدم اعتذارا لما بدر منه، إلا أنه فوجىء بشقيقه "ماندو" يعتدى على ابنه المجنى عليه مرة أخرى بالضرب، وسرعان ما أشهر المتهم "عبد الله" الشهير بـ"الونش" يشهر سلاحا أبيض وذبح به ابنه، ثم توقف بناصية الشارع وقال أنا قتلته.
وذكر والد الضحية، أن المسلمين يذبحون الأضاحى فى أول أيام العيد، إلا أن تجار المخدرات ذبحوا ابنه قبل العيد، مضيفا أنه عانى خلال تربية ابنيه حتى يتوليان مساعدته ومعاونته خلال مرضه، إلا أن ابنه تم ذبحه أمام عينه، وعجز عن الدفاع عنه ومساعدته، مطالبا الأجهزة الأمنية والقضائية بسرعة إحالة المتهم إلى المحاكمة، وإصدار حكم قضائى بإعدامه.