الإعدام هو النهاية الحتمية له، بعد أن أتخذ من طريق الشيطان دربا له يهتدى به فى حياته، أغواه حب المال، واستسهل طريقة الحصول عليه، استحل مال السيدة الكادحة التى جمعته بعناء وتعب وكد، ليصرفه على نزواته وشهواته ورغباته الشيطانية، تسلل إلى منزلها ليسرق شقى السنين، فخرج منه مجرم قاتل سافك للدماء.
" يوميتى مش بتقضينى عيش حاف، وهى معاها فلوس كتير ومعندهاش حد يورثها قولت أنا أولى بالفلوس من غيرى، قتلتها عشان متفضحنيش، وفكرت اسافر بعيد بس أتقبض عليا قبل ما أصرف الدهب "، كانت هذه هى الكلمات التى أدلى بها سيد،ش " 19 سنة بائع طيور، المتهم بقتل ربة منزل لسرقتها من داخل قفص الاتهام.
وأضاف المتهم، أنه أخذ فترة قبل تنفيذه ارتكاب الواقعة، يراقب ويرصد المجنى عليها ويجمع عنها المعلومات اللازمة عن ثرائها، مضيفا أنه ظل يسأل كل شخص تربطه علاقة صداقة أو معرفة بالقتيلة بطرق غير مباشرة، حنتى تأكد من أن لديها مبالغ مالية بالإضافة إلى مصاغها الشخصى بالمنزل، مضيفا أنه علم قبل الواقعة بيومين بقيام المجنى عليها بتغير مبلغ مالى من العملة المصرية كبير إلى العملة السعودية استعداد لسفرها لأداء العمرة، موضحا أنه قرر فى ذلك الوقت انتهاز فرصة خروجها لشراء بعض المستلزمات الخاصة بها ضمن السفر.
ويستكمل الجانى، أنه عقب خروج المجنى عليها من المنزل بفترة، تسلل إلى شقتها من خلال النافذة الخلفية للمنزل ليتأكد من عدم وجود أحد بالشقة، مضيفا أنه فور دخوله لحجرة النوم قام بكسر دولابها وأستولى على المبالغ المالية الموجودة به المصرية والسعودية بالإضافة إلى المصوغات الذهبية، لافتا إلى أنه أثناء هربه من نافذة الشقة فوجئ بوجود القتيلة داخل الصالة، فعاجله بضربها على رأسها بآله حادة، مشيرا إلى أنها سقطت على الأرض غارقة فى دمائها، ثم قام بخنقها مستخدما قطعة قماش حتى تأكد من مفارقتها الحياة، ثم فر هاربا.
ويستكمل القاتل، أنه بعد ذلك ذهب إلى أثنين من أصدقائه وأخبرهم بارتكابه الواقعة وسرقته للمصوغات والمبالغ المالية، وقام بإخفاء المسروقات بحوزتهم، موضحا أنه بعد ذلك بيومين أخذ جزء من المسروقات وذهب ليبتاعه لدى أحد تاجر الذهب بالمنطقة، إلا أنه فوجئ برجال المباحث تلقى القبض عليه، وبحوزته المسروقات، لافتا إلى أنه أرشد عن باقى المسروقات التى أخفاها لدى أصدقائه وتم القبض عليهم .
كانت محكمة جنايات شمال القاهرة، المنعقدة بالعباسية، عاقبت عامل بالإعدام شنقا، لإبداء، بتهمة ارتكاب جريمة قتل سيدة، وسرقة أموالها ومصوغاتها الذهبية بالمطرية، وإخفاء المسروقات بمساعدة أثنين من أصدقائه، ومحاولته بيع المسروقات لتاجر ذهب بالمنطقة.
البداية كانت بتلقى ضباط مباحث قسم شرطة المطرية، بلاغا من الأهالى بالعثور على جثة سيدة داخل مسكنها مقتولة، وبالانتقال والفحص تبين الجثة لسيدة تدعى " فتحية محمود حسن "، وأتضح من المناظرة الأولية للقتيلة أنها تعرضت للضرب على رأسها بآله حادة، أدى إلى حدوث نزيف شديد، بالإضافة إلى شنقها بقطعة قماش ملفوفة حول عنقها، وبالفحص تبين كسر دولابها الخاص وسرقة محتوياته.
تم عمل نشره بمواصفات المصوغات المسروقة، وتوزيعها على تاجر الذهب بالمنطقة، وأثناء السير فى عمل التحريات، ورد بلاغ من حمدى لطيف 33 سنة صاحب محل ذهب، يفيد فيه بوجود شاب فى العقد الثانى من العمر، وبحوزته المصوغات الذهبية المبلغ عنها لبيعها، فماطله حتى أبلغ رجال المباحث.
تم ضبط الشاب وتبين انه يدعى " سيد،ش " 19 سنة بائع طيور، وبمناقشته عن مصدر تحصله على المصوغات الذهبية، اعترف المتهم بارتكابه الواقعة، مضيفا أنه خطط لسرقة المجنى عليها لعلمه بثرائها، ولمروره بضائقة مالية قرر سرقتها.
وأضاف المتهم خلال تحقيقات، أنه تسلل إلى منزل القتيلة عبر النافذة، وقام بكسر دولابها واستولى على مبالغ مالية من عملات مصرية وآخرى سعودية، بالإضافة إلى المصوغات الذهبية، مضيفا أنه أثناء مغادرته فوجئ بالقتيلة داخل الشقة فحاولت الاستغاثة بالجيران، فقام بالاعتداء على القتيلة بـــ" طفاية زجاج " على رأسها، فسقطت على الأرض غارقة فى دمائه، كما قام بخنقها بـــ" اشارب حريمى " ليتأكد من موتها.
وأوضح الجانى، أنه عقب ذلك توجه إلى أثنين من أصدقائه وهم كلا من " محمد.م " 18 سنة عامل نظافة، و " حسين.م " 18 سنة عامل، وأخبرهما بارتكابه الواقعة، وقام بإخفاء المسروقات بحوزتهما بعد أن اتفقا على تقسيم حصيلة المسروقات بينهما، فتم ضبطهما.
وبمواجهتهما اعترفا بمعاونة المتهم فى اخفاء المسروقات، فتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وإحالتهما إلى النيابة العامة التى أحالة المتهمين عقب أنتهاء التحقيقات معهما إلى محكمة الجنايات، والتى أصدرت حكمها على المتهم الأول بالإعدام شنقا بتهمة الفتل العمد مع سبق الإصرار، والسجن المشدد 15 سنة على المتهمان الآخران بتهمة التستر على مجرم وإخفاء مسروقات.