حددت محكمة النقض جلسة 28 يناير المقبل، لنظر أولى جلسات الطعن على الأحكام الصادرة من محكمة الجنايات الخاصة بقضية أحداث مسجد الفتح، والمتهم فيها 387 متهمًا أدينوا بارتكاب أحداث العنف والقتل والاعتداء على قوات الشرطة والمواطنين وإضرام النيران بالمنشآت والممتلكات، التى وقعت فى غضون أغسطس 2013 فى منطقة رمسيس ومحيط جامع الفتح وقسم شرطة الأزبكية، وراح ضحيتها 44 قتيلًا، وأصيب فيها 59 آخرون.
ولا تزال محكمة جنايات القاهرة تنظر إعادة إجراءات محاكمة 33 متهمًا فى القضية ممن صدرت ضدهم أحكامًا بالسجن تراوحت بين السجن المؤبد والسجن المشدد لمدة 10 سنوات، قبل أن يتم إلقاء القبض عليهم، وتتم محاكمتهم حضوريًا.
وكانت النيابة العامة قد أسندت إلى المتهمين فى ختام التحقيقات التى باشرتها فى تلك الوقائع، ارتكابهم لجرائم تدنيس جامع الفتح وتخريبه وتعطيل إقامة الصلاة به، والقتل العمد والشروع فيه تنفيذا لأغراض إرهابية، والتجمهر والبلطجة وتخريب المنشآت العامة والخاصة، وإضرام النيران فى ممتلكات المواطنين وسياراتهم، والتعدى على قوات الشرطة وإحراز الأسلحة النارية الآلية والخرطوش والذخائر والمفرقعات، وقطع الطريق وتعطيل المواصلات العامة وتعريض سلامة مستقليها للخطر، وهى الجرائم التى جرت على مدى يومى 16 و17 أغسطس 2013.
وجاء بالتحقيقات أنه فى 16 أغسطس 2013 تلقت النيابة إخطارا بقيام العديد من العناصر الإرهابية باعتلاء كوبرى السادس من أكتوبر، وقطع الطرق المحيطة بميدان رمسيس وإطلاقهم للنيران باتجاه المواطنين وقوات الشرطة، مما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من المواطنين ورجال الشرطة.
وكشفت التحقيقات التى باشرتها النيابة العامة أن جماعة الإخوان الإرهابية، كانت قد دعت من خلال صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعى بشبكة الإنترنت، والقنوات الفضائية الخاصة بها، إلى التجمهر أمام مسجد الفتح فى 16 أغسطس، تحت شعار (جمعة الغضب) كمظهر للاعتراض على التغييرات التى شهدتها الساحة السياسية للبلاد، فى حين كان الغرض من وراء هذا التجمهر إيجاد المبررات لتنفيذ الخطة الإرهابية التى أعدتها الجماعة لمواجهة الدولة والتعدى على قوات الشرطة وحرق المنشآت العامة والخاصة.
وأظهرت التحقيقات أن العناصر التابعة للجماعة قد استجابت لتلك الدعوات، ونظموا مسيرات عبر شارعى رمسيس والجلاء، وتجمهروا بميدان رمسيس وأمام قسم شرطة الأزبكية، واعتلى بعضهم مبنى المقاولون العرب وكوبرى أكتوبر وأشعلوا النيران بنهر الكوبرى والطرق المحيطة به.
وتوصلت التحقيقات إلى أن مرتكبى الأحداث هاجموا قسم شرطة الأزبكية، وألقوا تجاهه العبوات الحارقة "مولوتوف" والقنابل المفرقعة والمسيلة للدموع، ثم أطلقوا نيران أسلحتهم النارية الآلية بكثافة صوب قوات تأمين القسم المواطنين.
كما أكدت التحقيقات أن المتهمين خربوا قسم شرطة الأزبكية ومبنى المقاولون العرب المجاور له، ونقطة مرور الأزبكية، ونقطة شرطة ميدان رمسيس، وأشعلوا النيران فى المحال التجارية المملوكة للمواطنين وسياراتهم، وكذا سيارات ترحيلات قسم الشرطة، وسيارات مرفقى الإسعاف والإطفاء، وعطلوا وسائل النقل بشارعى رمسيس والجلاء.
وتبين من التحقيقات أن بعض تلك العناصر التابعة للجماعة، توجهوا إلى مسجد الفتح للاعتصام بداخله واتخاذه ساترا يحول دون ضبطهم، مع مواصلتهم لإطلاق النيران من أسلحتهم النارية على قوات الشرطة والقوات المسلحة، فأثاروا الذعر والرعب بين المواطنين، فى محاولة لاصطناع مشاهد حية تنقلها القنوات الفضائية للإيحاء إلى العالم الخارجى بأن قوات الشرطة والجيش تقوم بقمع المواطنين، فى الوقت الذى كان فيه رجال القوات المسلحة والشرطة يقومون بفتح ممر آمن يضمن لتلك العناصر الخروج من المسجد دون أن يفتك بهم المواطنون.
كما ضبطت النيابة العامة موادا مخدرة داخل المسجد أثناء معاينة محققى النيابة للمسجد، حيث أثبتت المعاينة أن المتهمين دنسوا المسجد وخربوه من الداخل والخارج.