7 أيام مرت على احتفاله بزواجه ابنه، تلك الأمنية التى انتظرها الشيخ المسن طويلا حتى تحققت، إلا أن فرحته بزواج ابنه لم تكتمل، حيث قرر " أشرف" وهو شاب من أبناء قرية الأخصاص بالصف جنوب محافظة الجيزة، يبلغ من العمر 17 عاما، سرقة المخزن الخاص به، إلا أن الصدفة قادت المسن للتواجد للتواجد بالمخزن فى توقيت السرقة، ليحاول مقاومة اللص الشاب، الذى وجد نفسه أمام طريقين، إما الاستسلام للشيخ المسن وافتضاح أمره بين أهالى قريته، وإما انهاء حياته والهرب.
اختار "أشرف" الطريق الثانى الذى اعتقد أنه الأسهل والأضمن له، حيث قتل صاحب المخزن "جمعة" ثم فر هاربا، إلا أن تحريات الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة نجحت فى كشف ملابسات الحادث، والتوصل لهوية المتهم والقبض عليه.
زوجة المجنى عليه كانت أول من اكتشفت مقتل الضحية، لاحظت غيابه وعدم عودته إلى المنزل كالمعتاد، فتوجهت إلى المخزن لتعثر عليه غارقا فى دمائه، جثته ملقاة بأرضية المخزن ومقيدة بالحبال، لتسارع بالاستغاثة بأهالى القرية، الذين تجمعوا فور سماعهم صراخ الزوجة، ويتم إبلاغ مركز شرطة الصف بالحادث.
فور وصول ضباط مباحث مركز شرطة كرداسة لمسرح الجريمة، تم إجراء معاينة للمخزن، ومناظرة الجثة، التى تبين وجود إصابات تؤكد وجود شبهة جنائية فى الجريمة، وبدأ فريق البحث الجنائى الذى شارك به الرائد محمد طبلية رئيس مباحث الصف فى الاستماع لأقوال أفراد أسرة الضحية لكشف غموض الجريمة.
زوجة الضحية وراء اكتشاف الجريمة
زوجة المجنى عليه كانت أول من أدلت بأقوالها أمام رجال المباحث، حيث قالت أن زوجها يمتلك مخزن بالقرية، وخلف المخزن يوجد مقهى ملكه أيضا، يعمل به مساء، وأضافت أنها عندما استيقظت صباح اليوم التالى للجريمة فوجئت بعدم عودة زوجها للمنزل، فتوجهت إلى المخزن للبحث عنه، وكانت المفاجأة بعثورها عليه غارقا فى دمائه ومفارقا الحياة.
مناظرة جثة المجنى عليه
مناظرة أعضاء نيابة جنوب الجيزة وخبراء الأدلة الجنائية لجثة الضحية ومسرح الجريمة، كشفت عن حجم الإصابات التى لحقت بالضحية، وطريقة قتله، حيث تبين أن الجانى استخدم آلة حادة فى تهشيم رأس الضحية، مما أسفر عن تهشم بمقدمة الرأس، بالإضافة إلى إحداث جرحين بالرقبة، كما تم العثور على سلك كهربائى ملفوف حول رقبة المجنى عليه، واستخدام سلك كهربائى فى تقييد يدى الضحية من الأمام.
التحريات التى أشرف على إجرائها العقيد أحمد الوليلى مفتش المباحث الجنائية بمديرية أمن الجيزة توصلت من خلال الاستماع لأقوال شهود العيان، وسكان القرية المقيمين بجوار مخزن الضحية، إلى ن شابا يدعى "أشرف.ن" 17 سنة عامل، تم مشاهدته بالقرب من المخزن فى وقت معاصر لارتكاب الجريمة، وأن الشبهات تدور حول تورطه فى ارتكاب الحادث.
القبض على المتهم واعترافه بتفاصيل الجريمة
ومن خلال الحصول على إذن من النيابة، تم إعداد كمين للمتهم، وتمكن رجال المباحث من القبض عليه، وبمواجهته بالأدلة التى توصل لها رجال المباحث، وأقوال شهود العيان، أنهار المتهم واعترف بقتله المجنى عليه، خاصة وأنه تم العثور بجسده على سحجات بالكتف الأيمن والذراع الأيسر وآثار ثلاث قضمات آدمية بالصدر والظهر والذراع الأيمن، نتيجة مقاومة القتيل له، وبدأ فى سرد تفاصيل ارتكابه الجريمة أمام العميد عبد الرحمن أبو ضيف رئيس مباحث قطاع جنوب الجيزة، حيث قال " يابيه أنا كنت محتاج فلوس عشان أصرف على نفسى، عشان عندى مشاكل مادية، وقررت إنى اسرق مخزن الحاج "جمعة"، عشان انا عارف ان فيه خردة، ويوم الحادث صعدت فوق سور المخزن، وجمعت بعض الخردة ووضعتها بجوال، وفوجئت وأنا بصعد للسور عشان أهرب، بظهور المجنى عليه فجأة.
وأضاف المتهم " الحاج جمعة هددنى أنه هيبلغ عنى وهيفضحنى، وحصلت بينا مشادة كلامية، وبعدين المشادة تطورت لمشاجرة، وبدأت أضربه وهو يقاومنى، وخلال المشاجرة ضربت رأسه بقطعة رخام، والضربة وقعته فى الأرض، وبعدين ربطت ايديه بحبل، وخنقته بسلك كهربائى كان فى المخزن، وسبت الخردة اللى كنت هسرقها وطلعت على السور وهربت.
