لم تكن الخلافات التى اشتعلت داخل الحجز بين "أمير.ع" 22 عامًا والمتهم فى قضية مخدرات، وبين غريمه "توفيق" 24 عامًا والشهير بـ"تيتو"، على فرض السطوة والنفوذ، سوى الشرارة الأولى التى أشعلت نار الحقد بداخلهما، والتى لم تهدأ إلا بعدما قتل أحدهم الأخر، وعاد مرة أخرى إلى غياهب السجن.
بعد القبض على "أمير.ع" 22 عامًا على خلفية تورطه فى قضية اتجار بالمواد المخدرة، صدر قرار من النيابة العامة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، قضاها داخل الحجز، وبالداخل لم يهدأ الشيطان الذى دفعه نحو الاتجار بالمواد المخدرة، فحركه نحو الرغبة فى فرض السيطرة والنفوذ، ليكون له الكلمة العليا داخل الحجز.
فى المقابل اصطدمت رغبات وأطماع "أمير"، بشاب أخر محبوس احتياطيًا فى قضية "اتجار مخدرات" يدعى "تيتو" فى العقد الثالث من العمر حيث يبلغ 24 عامًا، وبدأت الخلافات تنشب بينهما، وتشاجرا إثر ذلك، فكل منهما يرغب فى فرض سيطرته على الأخر، وأن يكون هو الرجل الأول أو "الفتوة" كما كان يعرف قديمًا.
مرت الأيام سريعًا وحصل "أمير" على قرار بإخلاء سبيله على ذمة القضية المتهم فيها، ولم تمر سوى أيام قليلة ولحق به "تيتو"، فقررا أن ينهيا خلافاتهما بالخارج، أجرى أمير اتصالًا هاتفيًا بـ"غريمه" وقال له:"منتظرك والميدان واسع .. تعالى لى فارس لفارس"، فلم يخيب "تيتو" ظنه وتوجه إليه بإرادة حرة بعد أن أعد نفسه للمعركة المقبل عليها.
لم تكن النهاية سعيدة وفق المتوقع، فبعد أن تقابل الغريمان وفق اتفقهما، وتجمع أنصارهما حولهما ولم يتدخلوا، تشاجرا مشاجرة عنيفة استخدما فيها الأسلحة البيضاء، أنهى "أمير" حياة "تيتو" بعدة طعنات نافذة فى منطقتى الصدر والقلب، فسقط على الأرض غارقًا فى دمائه جثة هامدة، وألقت أجهزة الأمن القبض على المتهم وأحيل للنيابة التى باشرت التحقيقات معه.
وجهت النيابة العامة بمدينة 6 أكتوبر تهمة الضرب المفضى إلى الموت، إلى "أمير" وقررت حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، وأمرت بتشريح جثمان المجنى عليه، وطلبت تقرير الصفة التشريحية الخاص به؛ للوقوف على ظروف وملابسات وفاته، فضلًا عن تحريات الأجهزة الأمنية التكميلية حول الواقعة.