لم يتمالك "أحمد.ك" جزار نفسه حينما أخبره أحد أقاربه بسوء سلوك شقيقته، وطالبه بتأديبها وتقويمها، وهو ما أثار غضبه، وجعله فى حالة يصعب السيطرة عليها، فكيف يعيره الناس بشقيقته، وكيف يسير وسط الخلق مرفوع الرأس بعدما أصبح عرضه منتهكًا بالألسن، ونظرات الناس لا تكف عن أن تعبث فى وجهه، فينظر إلى الأرض غير قادر على النظر فى عيونهم.
كانت وشاية ابن عم "أحمد" له وتحريضه على شقيقته "سلمى" نظرًا لسوء سلوكها، كافيًا ليشعل النار بداخله، ويتوجه إليها بمنزلها بالحوامدية، لا ليتحدث معها ولا ليجادلها فيما وصلت إليه من معلومات مشينة بشأنها، ولكن ليضع حدا لتلك السيرة، وينهى حياتها غير مبال بصلة القرابة والدم الذى يربطهما، فلم يكن يفكر فى ذلك الوقت، سوى فى الثأر لشرفه الذى رأى أنه تمرمغ فى الوحل.
حمل "أحمد" سكينًا بين طيات ملابسه وتوجه بصحبة ابن عمه، إلى حيث تقيم شقيقته فى منزلها بمنطقة الحوامدية بجنوب الجيزة، طرق الباب عدة طرقات سريعًا أفزعت "سلمى" ففتحت الباب على عجل، ففوجئت بشقيقها فى حالة انفعال شديدة، ووجهه محمًرا من الغضب، شعرت بنية الغدر فى عينيه، ولكن الوقت كان قد أزف، دفعها على الأرض، واستطاعت ربة المنزل الضحية الإفلات من قبضة يد شقيقها، وهرولت على درج السلم محاولةً الهرب، متجهةً نحو منزل أسرتها بالحوامدية، ولكنه تابعها على عجل، وما أن لحقها حتى سدد لها طعنتين نافذتين سقطت على إثرهما غارقةً فى دمائها.
تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على المتهم، وأمام النيابة العامة اعترف بقتل شقيقته بسبب سوء سلوكها، وبمناظرة جثة الضحية تبين إصابتها بطعنتين نافذتين فى الجانب الأيسر ومقدمة البطن، وصرحت بتشريح جثمان الضحية وطلبت تقرير الطب الشرعى الخاص بها، وأمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، جددها قاضى المعارضات لـ15 يومًا.