غرهم الشيطان بإن يغدروا بصديقهم، طمعًا فى هاتفه المحمول ودراجته البخارية، فأجروا اتصالًا هاتفيًا به وانتظروا قدومه إليهم، بعد أن بيتوا النية لقتله، والتخلص من جثته بإلقائها فى مياه نهر النيل، أو من فوق جبل "المقطم"، الخطة التى وضعها بدت لعقولهم البسيطة سهلة التنفيذ.
وانتظر "فيشا" و"دوشة" و"كباكا" صديقهم بمنطقة الساحل روض الفرج، الذى لم يتأخر عن موعد نهايته، وتوجه إليهم فى جلسة الأٌنس التى تعاطوا فيها المخدرات، واتفقوا فى نهاية جلستهم على التوجه إلى كوبرى قصر النيل، لاستكمال جلسة المزاج على ضفاف النهر، وخلال جلوسهم هناك بدأ المتهمين فى تنفيذ خطتهم.
وطلب أحد الجناة الثلاثة من صديقهم النقود لشراء علبة سجائر، وما أن فتح حقيبته لإعطائه ما أراد، حتى أعطى أحدهم أشارة التنفيذ، فدفعوا الشاب من على سور الكوبرى الذى كان يجلس عليه، فسقط فى مياه النيل، ونظراته متجهًة لأصدقائه ولسانه يقول "ألحقونى".
انتهت مهمة الشياطين الثلاثة فسرقوا الدراجة البخارية والهاتف المحمول وحقيبة الضحية وفروا هاربين، بعدها توجهوا إلى محل مشويات واشتروا لأنفسهم وجبة طعام، وباعوا الهاتف المحمول والدراجة البخارية واقتسموا الغنيمة بينهم، وظنوا أن الأمر انتهى وأن جريمتهم طواها النسيان.
ظهرت جثة الضحية وتسلمه والده واعتقد الجميع أنه توفى غرقًا دون أن يدرى بحيثيات ما حدث، لتمر الأيام سريعًا، وتداعب عقل والد الضحية فكرة أن ابنه قد يكون مات مقتولًا، فتقدم بطلب بعد عام ونصف من الواقعة لجهات التحقيق، للاستعلام عن هاتف ابنه، وبتتبع الهاتف تبين أن صديقه باعه لمحل هواتف محمول بعين شمس.
وبدأت الخيوط تتكشف شيئًا فشيئًا، وعن طريق التحريات تبين أن الواقعة بها شبهة جنائية، وأن وراء الواقعة المتهمين الذين اعترفوا بقتل صديقهم لسرقة هاتفه ودراجته النارية لتتم إحالتهم لمحكمة الجنايات برئاسة المستشار محمد على مصطفى الفقي التى قضت بإحالة المتهمين إلى فضيلة المفتى .