دخل السجن 10 سنوات متهم فى جريمة تزيف عملة والإضرار بالإقتصاد المصرى، لم يستسلم للواقع وتمرد عليه ورفضه وأصر على أن يكون شخص آخر حتى لو تساعده الحياة والمجتمع على ذلك، خرج من السجن شاعر ورسام، بعد أن قضى ثلثى المدة حسن سير وسلوك، فقرر أن يعوض أسرته وأبنائه وأخوته ما تكبدوه من متاعب ومصاريف أثناء فترة سجنه، لكن المجتمع ما زال مصمم على رفضه ورفض غيره من السجناء السابقين الذين خرجوا للحياة لينصهروا فى المجتمع مرة أخرى، لكن لا مكان لهم بعد نفور الناس منهم.
"غلطت غلطة كلفتنى 10 سنين من عمرى، اتحرمت من أمى ومخدتش عزاها، وسبت عيالى لحمه حمرا خرجت لقتهم فى مدارس معرفتهمش، من أول ما دخلت السجن وأنا خدت عهد على نفسى أنى أبقى إنسان تانى وأمشى عدل، معملتش مشكلة واحدة طول فترة سجنى عشان كده خرجت بتلتين المدة "، هذه كانت كلمات " إيهاب " 42 سنه عاطل، سجين سابق بتهمية تزيف عملة.
وأضاف إيهاب، أنه لديه 2 من أصدقائه أغوياه للانضمام معهما فى عملية توزيع وترويج عملة مزيفة من فئة الــ"50" جنيها بين المواطنين بمنطقة المرج، مضيفا أنه بعد إلحاح كبير من اصدقائه وافق على الاشتراك معهم فى عملية ترويج وتوزيع العملة المزيفة مقابل صوله على مبلغ مالى كبير يؤمن به مستقبل أبنائه الصغار، لافتا إلى أنهم يوم التسليم فوجئوا برجال الشرطة تلقى القبض عليهم وتقتادهم إلى قسم شرطة المرج لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة معهم فى الواقعة، حتى تمت إحالتهم إلى محكمة الجنايات عقب انتهاء تحقيقات النيابة معهم، والتى قضت على كل منهم بالسجن المشدد 10 سنوات و5 سنوات مراقبة، ليقى نفسه بين جدران السجن تاركا ورائه أسرته وأبنائه الصغار لا حول لهم ولا قوة.
ويضيف إيهاب، أنه منذ دخوله إلى السجن فى أول يوم وكان قرر أن يكون حسن السير والسلوك وقدوة حسنة، كى يستفيد بقانون ثلثى المدة ليخرج إلى الحياة مرة آخرى، بعد أن توفت والدته وهو داخل السجن دون أن يراها أو يأخذ عزاها، موضحا أن الفترة العصيبة فى حياته التى مرت عليه منذ دخوله السجن وحتى الآن على قدر ما فقده وخسره، إلا أنه تعلم من هذه التجربة المريرة الكثير من دروس الحياة، لافتا إلى أنه دائما ينصح أى شخص يحاول المضى قدما فى طريق الشر والاجرام بعدم الانصياع إلى وساوس شياطينهم والرجوع إلى طريق الحق.
ويطالب إيهاب من المسئولين بوزارة الداخلية والمسئولين بالدولة مساعدته على توفير فرصة عمل شريف له، ومساعدته أن يكمل تعليمه أيضا، حتى يتمكن من العيش باحترام بين المجتمع، ويستطيع اللحاق بقطر الحياة الذى يريد أن يلحق به ويتزوج ويكون أسرة وأطفال صالحين فى المجتمع، حتى لا تتكرر مأساته مرة آخرى.