قرر أحمد معاذ وكيل نيابة حوادث وسط القاهرة الكلية، برئاسة المستشار أحمد حمزة، رئيس النيابة، استدعاء مفتش الصحة ببولاق أبو العلا، للاستعلام منه عن سبب تصريحه بدفن جثة بائع متعفنة دون الكشف عليها، وكذلك إثبات أن الوفاة طبيعية على غير الحقيقة، وكذلك سؤال رئيس دورية قسم شرطة بولاق أبو العلا عن تزوير تقريره بأنه لم يشاهد أى إصابات فى الجثة أثناء نقلها إلى المشرحة، وعن عدم وجود شبهة جنائية فى الوفاة.
يذكر أنه أثناء تسلم أهالى المتوفى الجثة من المشرحة، وجد عامل المشرحة أن الجثة عليها آثار دم كثيفة وبها طعنات واشتبه فى الوفاة جنائيًا، فقام بإبلاغ الطبيب الشرعى فى النوبتجية، باستطلاع الأمر وجد بالجثة طعنات، فأبلغ كبير الأطباء الذى أخطر النيابة فى الحال.
انتقل أحمد معاذ، وكيل نيابة وسط القاهرة، وبمناظرة الجثة تبين وجود 7 طعنات 6 فى منطقة الصدر و أخرى فى البطن، كما تبين تهشم كامل للرأس من الجانب الأيمن، فأمر بتشريح الجثة وبيان سبب الوفاة.
وبمعاينة مكان الواقعة تم العثور على ماسورة معدنية داخل الغرفة بها آثار للدماء والأرضية ملطخة بدماء بشرية، وأن الوفاة كانت من حوالى 12 يومًا.
وبسماع أقوال الأهالى والجيران عن وضع المجنى عليه، تبين أنه من محافظة الفيوم واستقر فى القاهرة منذ عدة أعوام، وأنه بائع متجول بمنطقة الحسين، وأنه يتعاطى المواد المخدرة وسبق له أن تشاجر مع أصدقائه حول أموال الكيف، وتم تحديد هوية أصدقائه.
تعود تفاصيل الواقعة، عندما تلقى قسم شرطة بولاق أبو العلا بلاغاً من سيد.ا.ى، 67 عاما، ترزى، يفيد اكتشافه وفاة على.ع، 33 عامًا، بائع متجول، داخل غرفته بالعقار "ملك المبلغ"، والسابق اتهامه فى 5 قضايا آخرها 8302 الفيوم أول "سلاح بدون ترخيص"، والمحكوم عليه فى 5 قضايا "تبديد، وسلاح أبيض، وسرقة" بإجمالى حبس 3 سنوات و5 شهور.
انتقلت الأجهزة الأمنية وتم نقل الجثة عقب إثبات ضابط مباحث قسم شرطة بولاق أن الوفاة طبيعية وليس بها أى إصابات، وبمعاينة مسكن المجنى عليه لم يشتبه فى وفاته جنائيًا، فأمرت النيابة بندب مفتش الصحة للكشف عليها والتصريح بدفنها، وتم ذلك لكن الصدفة وحدها هى التى كشفت الحقيقة.
تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط المتهمين، وتبين أنهم كل من: محمد.أ.م، "ميدو غزال"، 30 عاما، عاطل، محمد.ط، شهرته "فطيرة"، 29 عاما، جزار، أحمد.ص، شهرته "صديق" ، 29 عاما ، عاطل.
تحرر المحضر رقم 644 إدارى بولاق أبو العلا، وبالعرض على النيابة اعترفوا بارتكاب الواقعة، وتبين أن المتهمين كانوا متشاركين في جمعية مالية للحصول عليها وشراء مسحوق الهيروين المخدر، وأن المتهم تعاطى معهم دون أن يدفع المال، وعندما مرت الأيام وطلبوا منه المال طردهم من غرفته أمام الجيران وتعدى عليهم بالسب والقذف.
وأضاف المتهمين أنهم اتفقوا على الانتقام منه، خاصة أنهم أرادوا شراء مخدرات ولم تكن معهم أموال كما أن لديهم علم أن المتهم دائمًا معه أموال يجمعها حتى يسافر بها لعائلته بالفيوم.
وأشاروا إلى إنهم توجهوا إليه فى وقت متأخر كان هو نائم، فدخلوا غرفته وتعدى عليه "فطيرة" بماسورة معدنية" أحدثت تهشم فى رأسه ثم هاجمه "ميدو غزال" بالطعنات النافذة التى أودت بحياته.
وأضاف المتهمون أنهم فتشوا غرفته ووجدوا بحوزته 700 جنيه تم شراء مواد مخدرة بـ 300 جنيه ووزعوا الأموال المتبقية فيما بينهم، فقررت النيابة حبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات .