"كراسة مكتوب بداخلها بخط الطالب محمد محمود البنا"، آخر ما تبقى من شهيد الشهامة بتلا في المنوفية الذي قُتل على يد الطالب "محمد راجح" وآخرين.
ورصدت "كاميرا انفراد"، آخر ما كتب الضحية قبل توجهه للشارع، حيث كان ينتظره المتهم الذي إنهال عليه بآلة حادة فأدوى بحياته.
وتقول والدة القتيل:"محمود..كان نسمه، هأقول ايه وأعيد ايه بس..شوفوا الناس كاتبين ايه عنه على النت"، بهذه الكلمات بدأت الأم تتحدث عن فلذة كبدها، مضيفة: كان ابنى مجتهدا فى دراسته، حيث يدرس فى الصف الثالث الثانوى علمي، وكنا نجهزه للالتحاق بكلية الطب، فلا أحد يناديه إلا بلقب "الدكتور محمود"، فكل الأمور كانت تشير إلى أنه سيكون طبيباً.
أحلامنا بارتداء ابنى "البالطو" الأبيض لم تتوقف، الأم تكمل حديثها لـ"انفراد"، مضيفة: كان يجلس على الكتب عدة ساعات، وأحياناً يخرج للتنزه بعض الوقت، ثم يعود مرة أخرى للمذاكرة.
وعن يوم الحادث، تقول الأم: كان "محمود" جالساً يذاكر، وطلب منى الخروج للشارع، حتى يغير "جو"، وبالفعل خرج بعدما طلبت منه عدم التأخير، وبعدها طرق الباب، فاعتقدت أنه عاد، أسرعت نحو الباب فاكتشفت أنه صديقه، وطلب منى رقم زوجى وألح فى ذلك، وعرفت منه أن "محمود" مصاب، وتم نقله للمستشفى، فأسرعت نحوها، ووجدته غارقاً فى دمائه وقد لفظ أنفاسه الأخيرة.
تبكى الأم، وتقول :"اعدموا راجح عشان قلبى يبرد"، و"اعدموا أمه عشان ربت ابنها على معاكسة البنات وضرب الشباب"، فلم ولن يعود "محمود" لحضنى مرة أخرى، ولن يزيح أحد الحزن عن قلبى سوى برؤية القاتل على حبل المشنقة.