تُعدّ قضية استغلال الأطفال واحدة من أهم القضايا التى ظهرت على الساحة فى الأونة الأخيرة، حيث تزايدت معدّلات استخدام الأطفال فى ترويج المخدرات لتسهيل عملية الإفلات من القبضة الأمنية، والوصول إلى شرائح عمرية أصغر، مما يمثل خطراً من حيث استغلال شريحة سنية غير كاملة الأهلية فى عمل إجرامى لترويج مخدر لشريحة سنية صغيرة، كما حدث مع "ك.و"، 14 سنه، طالب، المتهم بحيازة الأقراص المخدرة لتهريبها إلى شقيقه للاتجار بها داخل سجن طرة.
وكشفت التحقيقات فى القضية المقيدة برقم 4103 لسنة 2015 جنايات عين شمس، أن "ك.و"، 14 سنة، طالب، يتم استغلاله من جانب أسرته لتهريب المواد المخدرة إلى شقيقه داخل سجن طرة، للاتجار بها وبيعها للمساجين، بعيدا عن أعين القبضة الأمنية.
وأكدت التحقيقات أن أسرة المتهم كانت تجبره على ارتكاب مثل هذا الجرم، بحجة أنه بهذا الأمر يكون قد وقف بجانب شقيقه الأكبر، الذى حمل على عاتقه أن يعوله لاستكمال فترة دراسته، ما أدى إلى إقتناعه بتهريب المخدرات للشقيقه داخل السجن، فأقدم على ذلك العمل مرة تلو الأخرى دون الشعور بالخوف الذى كان يشعر به فى بادئ الأمر. وتمكنت أسرة المتهم أيضاَ من إقناعه ببيع المواد المخدرة على أصدقائه، وفى إحدى المرات أقنعت أسرة الطفل المتهم بتهريبه كمية كبيرة من الأقراص المخدرة لشقيقه داخل السجن بلغت 250 قرص ترامادول، ونظراَ لحرفية المتهم فى تهريب المخدرات لشقيقه، ابتكر إحدى الطرق لتوصيل هذه الكمية، حيث قام بشراء عبوة مسحوق "سافو"، ووضع بداخلها تلك الكمية لتهريبها.
وأكدت التحقيقات أن المتهم نجح فى تهريب الأقراص المخدرة لشقيقه، إلا أنه مع انتهاء موعد الزيارة فاجأت إدارة السجن بطرة المتهمين بإعادة تفتيش الزيارات بعد ورود بلاغ يفيد حيازة أحد المتهمين للمواد المخدرة عن طريق وصولها له من خلال الزيارات، ورغم أن البلاغ لم يكن للكشف عن هذه الزيارة بالذات إلا أن الصدفة وحدها هى التى كشفت تلك الواقعة.
وتم القبض على المتهم قبل خروجه من بوابة السجن واعترف بارتكاب الواقعة، بتحريض أهله وشقيقه السجين له، كما تم إلقاء القبض على والده ووالدته، وتم إحالتهما للنيابة العامة التى تولت التحقيق .
من جانبها، قررت محكمة مستأنف جنايات أحداث القاهرة، برئاسة المستشار طارق درة، وعضوية المستشارين محمود شرف الدين، ورامى عامر، وأمانة سر محمد فتحى، سجن الطالب 3 سنوات، وتغريمه 100 ألف جنيه، لاتهامه بحيازة 250 قرص ترامادول وتهريبها لشقيقه داخل السجن لبيعها.