لقبوه بالإمام الحافظ قاضى القضاة، عاش فى البصرة وتوفى فى بغداد، يعد من أهم وأبرز فقهاء المالكية، ومؤسس المدرسة المالكية في العراق، وكان من أهم الأسباب لإنتشار المذهب المالكى فى العراق، قيل عنه أنه جمع بين القرآن وعلومه، كما عرف عنه أنه من نظراء أبى العباس المبرد فى علم كتاب سيبويه "
بعد مجيء الإسلام، وبعد أن مكن الله لهذا الدين، كان لازما وحتما أن يكون لهذا الدين نظام اجتماعى عادل يحتكم إليه المجتمع، ويحتمى به من بطش الظالمين والمعتدين، فكان ثمرة الإسلام غلغل العدل فى نفوسهم فأظهروه فى أحكامهم، وفقهوا واقع الناس وملابسات الحوادث فأسهموا فى إعادة الحقوق إلى أصحابها فى أقرب وقت، فهم نماذج مضيئة لقضاة اليوم من أبناء الإسلام فى أى مكان، وعليهم الأخذ بسننهم والاقتداء بأحكامهم، ليتحقق العدل على أيديهم، ويسود الأمن والأمان للناس فى وجودهم، وتسعد الدنيا بهم.
من بين هؤلاء القاضى الجليل والإمام إسماعيل أبى إسحاق، الذى يعد من مجتهدي المذهب، حيث قال عنه القاضي أبو الوليد الباجي " وذكر من بلغ درجة الاجتهاد، وجمع إليه من العلوم، فقال "ولم تحصل هذه الدرجة بعد مالك، إلا لإسماعيل القاضي".
وأخذ الفقه عن أحمد بن المعذل، وطائفة، وصناعة الحديث عن علي بن المديني، وفاق أهل عصره في الفقه .
روى عنه من تعلموا من علمه وفقه الكثير من علماء المذهب المالكى، ومنهم أبو القاسم البغوي، وابن صاعد ، والنجاد ، وإسماعيل الصفار، وأبو سهل بن زياد، وأبو بكر الشافعي، والحسن بن محمد بن كيسان، وأبو بحر محمد بن الحسن البربهاري وعدد كثير.
ولي قضاء بغداد 22 سنة، وولي قبلها قضاء الجانب الشرقي، في سنة 246، وكان وافر الحرمة، ظاهر الحشمة، كبير الشأن.
صنف " الموطأ " ، وألف كتابا في الرد على محمد بن الحسن يكون نحو مائتي جزء ولم يكمل .
استوطن بغداد ، وولي قضاءها إلى أن توفي . وتقدم حتى صار علما، ونشر مذهب مالك بالعراق .
وله كتاب " أحكام القرآن " ، لم يسبق إلى مثله ، وكتاب " معاني القرآن "، وكتاب في القراءات .
قال ابن مجاهد: سمعت المبرد يقول : إسماعيل القاضي أعلم مني، بالتصريف .
توفي في شهر ذي الحجة سنة 882 هجريا، بعد أن مكث فى منصب قاضى القضاة ما يقرب من الــ22 عاما.