لا نستطيع الحديث عن عتاة الإجرام، دون ذكر اسم نشأت أبو عيضة، أحد الأشخاص الذين حصلوا على لقب "خط الصعيد، بسبب الشهرة التى نالها فى عالم الجريمة، والجرائم التى ارتكبها من قتل وسرقة بالإكراه، ومقاومة سلطات، واتجار بالمخدرات، وحيازة أسلحة وذخيرة، كان أخرها والتى سقط على إثرها فى قبضة رجال المباحث، استدراج شاب وقتله بإطلاق النار عليه، بسبب خصومة ثأرية، بمساعدة زوجته و5 أشخاص أخرين.
نشأ "أبو عيضة" فى قرية حمرا دوم، التابعة لمركز نجع حمادى بمحافظة قنا، إلا أنه سرعان ما ظهرت عليه بوادر الإجرام، بتورطه فى الاتجار بالمواد المخدرة، وحيازته أسلحة نارية وذخيرة بدون ترخيص، فذاع صيته بين أمثاله من الخارجين عن القانون، خاصة مطاريد الجبل الهاربين من تنفيذ الأحكام، والمطاردين من جانب الأجهزة الأمنية.
تورط "أبو عيضة" فى ارتكاب عشرات الجرائم، إلا أنه كان دائما ما يتمكن من الهرب، حتى وصلت الأحكام القضائية الصادرة ضده إلى 60 حكما، بلغت سنوات السجن بها، إلى 269 سنة سجن، بأحكام غيابية، ونتيجة للمطاردات والملاحقات الأمنية المستمرة له، قرر مغادرة محافظة قنا، والهرب نحو القاهرة، حيث الاختباء وسط الزحام، فتوجه إلى مدينة السلام بالقاهرة للإقامة بها، بصحبة زوجته "نجلاء".
وخوفا من القبض عليه فى أحد الأكمنة، لكونه من أخطر المجرمين المطلوب القبض عليهم، انتحل "أبو عيضة" صفة شخص أخر، يدعى "عفيفى"، مقيم بمحافظة الأقصر، ونجح فى الحصول على بطاقة مزيفة تحمل الاسم الجديد، وأنشأ شركة مقاولات للتخفى خلف نشاطها، وبعد مرور فترة زمنية على هروبه، قرر انتحال صفة جديدة لشخص يدعى "عمر" يحمل الجنسية السودانية، وحصل على جواز سفر مزور أيضا بذات الاسم الجديد، كما انتحل أيضا صفة مستشار بهيئة قضايا الدولة، وحصل على كارنيه مزيف بتلك الصفة.
رغم مغادرة "أبو عيضة" لقريته "حمرا دوم" قنا، إلا أنه كان على تواصل دائم مع أفراد عائلته، حتى تلقى اتصالا من أحد أفراد أسرته، يخبره بمقتل ابن شقيقه، على يد أشخاص من عائلة أخرى، بسبب خصومة ثأرية، ليقرر حينها الانتقام من قاتله، ويقرر الحصول على ثأره، من شاب من العائلة القاتلة، يدعى حسام. لجأ "أبو عيضة" إلى فيسبوك لاستدراج "حسام"، بإنشاء صفحة وهمية تحمل اسم فتاة، واستعان بزوجته للتحدث مع الشاب، للإيقاع به، حتى نجحه فى تنفيذ مهمته بنجاح، واتفقت معه على لقائها بمحافظة الإسكندرية، وفى الموعد والمكان المحدد، توجه أبو عيضة، وبصحبته 5 من أنصاره، وتمكنوا من اختطاف الشاب، وتوثيقه بالحبال، ووضعه داخل حقيبة سيارته، ثم نقلوه إلى منطقة صحراوية تابعة لدائرة قسم شرطة العامرية ثان بالإسكندرية، وأطلقوا النار عليه، وتركوا جثته وفروا هاربين إلى القاهرة مرة أخرى.
اكتشف رجال المباحث بعد إجراء التحريات، تورط "أبو عيضة" وعصابته فى ارتكاب الجريمة، وبالتنسيق مع قطاع مصلحة الأمن العام، ومديرية أمن القاهرة، تمكنوا من رصد تحركاته، وفى كمين محكم أعد له، تم القبض عليه أثنا قيادته سيارته الملاكى بمنطقة عين شمس، وبصحبته زوجته، وبحوزته أسلحة وذخيرة، وكارنيهات وبطاقة تحقيق شخصية مزيفة، كما تمكنوا عقب ذلك من ضبط باقى المتهمين، لتطواى معه واحدة من صفحات عتاة الإجرام.