وسط جزيرته يقف حاملا بندقيته الألية، مستشعرا سطوته، وجبروته، وقوته، يحيط بها رجاله الأشداء، يتولون حراسته، وتأمين جزيرته، يبطش بهم بكل من يحاول النيل منه، ويتقاسم معهم حصيلة ما يتحصل عليه من أموال ناتجة عن تجارة المخدرات، والأسلحة، وسرقة السيارات بالإكراه، معتقدا أنه بعيد المنال عن قبضة رجال الشرطة، ولم يرى فى سابقيه من عتاة الإجرام الذين سقطوا واحدا تلو الأخر، سواء قتلى أو خلف أسوار السجون عبرة، حتى سقط هو الاخر بعد ارتكابه عشرات الجرائم، وصدرت ضده أحكام وصلت إلى الإعدام فى قضية قتل عمد.
مصطفى همدان، أحد العتاة الذين تركوا بصمة فى عالم الجريمة، لم تقتصر جرائمه على محافظة أسيوط التى ينتمى إليها، بل وصلت خارج حدودها إلى محافظة الإسكندرية، ليرتكب جريمة قتل أحد الأشخاص بها، ويحكم عليه غيابيا بالإعدام شنقا.
عاش "همدان" وسط جزيرته التابعة لمركز ساحل سليم بأسيوم، وهى الجزيرة التى تحمل اسمه واسم عائلته، "جزيرة همدان"، متحصنا بها، واضعا المتاريس حولها لمنع دخول أى شخص إلا بإذنه، وإفشال أى محاولة لاقتحامها من جانب قوات الأمن، خلال أحداث الإنفلات الأمنى التى تلت ثورة يناير، قاد مجموعة من الأشخاص لاقتحام مركز شرطة ساحل سليم، واستغل فترة الإنفلات الأمنى، واستولى على عشرات الأفدنة أملاك الدولة، وزرع جزء منها بمخدر البانجو، وباع جزء أخر.
تورط "همدان فى ارتكاب عشرات الجرائم، حتى دون اسمه ضمن قائمة أخطر المسجلين خطر، اتهم فى 35 قضية، مخدرات وسلاح، واستيلاء على أراضى الدولة، وحريق عمد، وضرب وخطف، ومحاولة اقتحام مركز شرطة ساحل سليم، وحكم عليه بالإعدام فى قضية قتل عمد بالإسكندرية سنة 2011، كما حكم عليه فى 5 قضايا قتل وتجارة اسلحة، ومواد مخدرة، ومطلوب ضبطه فى 5 قضايا محاولة اقتحام مركز الشرطة، ومخدرات، ومقاومة سلطات، وسرقة سيارات، وحريق عمد.
تعددت المأموريات الأمنية التى انطلقت للقبض عليه، إلا أنه كان ينجح فى الإفلات منها والهرب، بعد المقاومة وتبادل إطلاق الرصاص مع القوة الأمنية، حتى وجهت مديرية أمن أسيوط مأمورية أمنية، مدعمة بقوات قتالية، لمحاصرة الجزيرة التى يقيم بها، وتم محاصرته داخل منزله، وبعد تبادل إطلاق الرصاص معه، تم القبض عليه، منتصف شهر يونيو 2014، ويعثر رجال المباحث على ترسانة أسلحة بحوزته، عبارة عن مدفع أر بى جى، و5 قذائف، وبندقية الية، وبندقية خرطوش، وكمية كبيرة من الذخيرة، و3 سيارات بدون لوحات معدنية، وتنطوى معه واحدة من أخطر صفحات الإجرام.