فى عالم الجريمة كل شىء مباح، فجرائم "القتل، السرقة، والنصب"، وغيرها التى اعتدنا على سماعها بشكل دورى، يصاحبها أشياء أخرى لا يكشف عنها إلا نادراً، وهذا ما يجعل بعضها من أغرب القصص والأحاديث، التى قد لا يصدقها عقل ولا تستوعبها النفس.
"انفراد" يقدم فى سلسلة " أغرب القضايا" قصص ليست دربا من الخيال ولا فكراً مجردا لمبدع، ولا صورة خيالية لفنان عن الواقع، وإنما هى قصص إنسانية صادقة وعميقة من داخل المحاكم خلال سنوات طويلة من الزمن.
"قصة الببغاء الذى كشف لغز جريمة قتل"
تنتشر جرائم القتل فى كل مكان بالعالم؛ ويسعى رجال الشرطة جاهدين إلى الوصول السريع إلى الجاني؛ وذلك من أجل أن ينال عقابه وألا يهرب من جريمته، وتركت الجرائم بمختلف أنواعها وأدائها أثرًا سيئًا على النفوس، وهناك العديد من الجرائم التى باتت لغزًا بلا حل، وهناك من نجح رجال الشرطة فى الوصول إلى الجانى خلال فترة زمنية قصيرة للغاية.
يوجد أيضًا ما هو غريب فى عالم الجريمة، ومن أغرب القضايا التى شهدها المجتمع الأمريكي؛ قضية مقتل أحد مواطنيها؛ وليس مقتل الشخص هو الغريب؛ ولكن الغريب فى الأمر هو أن يقوم ببغاء بكشف لغز جريمة قتل ذلك المواطن بعد عامين من وقوع الجريمة؛ حيث كان يعيش معه فى البيت.
قد عثرت السلطات الأمريكية على مواطن يُدعى “مارتن دورام” مقتولًا داخل شقته؛ نتيجة تلقيه خمس رصاصات اخترقت جسده، ولم يكن يوجد فى مسرح الجريمة سوى الجانى والمجنى عليه والببغاء الذى يُطلق عليه اسم “بود”؛ وهو الذى شهد اللحظات الأخيرة فى حياة الضحية.
كان الببغاء يردد الكلمات الأخيرة التى جاءت على لسان القتيل قبل وفاته بلحظات؛ مما أدى إلى سهولة الوصول إلى القاتل عن طريق ذلك الببغاء الذى ساعد رجال الشرطة فى كشف حقيقية مقتل مارتن.
استطاع رجال الشرطة التأكد من أن زوجة القتيل والتى تُدعى “جلينا دورام”، هى التى قامت بتنفيذ جريمة قتل زوجها؛ بإطلاق خمس رصاصات متتالية باتجاه جسده، كما أثبتت الشرطة أن القاتلة حاولت أن تنتحر بعد أن انتهت من جريمتها باستخدام نفس المسدس الذى قتلت به زوجها؛ غير أن محاولة الانتحار قد باءت بالفشل.
كانت محاولة انتحار الزوجة قد جعلت السلطات تعتقد أنها ضحية لهجوم غاشم؛ أطاح بزوجها وكاد أن يقتلها؛ مما جعل الشبهات المتعلقة بالجريمة تبتعد عنها، كانت القاتلة تؤكد براءتها من دم زوجها القتيل، ولم تفكر مُطلقًا أن الشرطة ستقوم بالوصول إلى حقيقة إدانتها بسبب ذلك الببغاء.
كانت المفاجأة صادمة وساحقة بالنسبة للقتيلة؛ التى وجدت نفسها مدانة فى قبضة رجال الشرطة؛ الذين قاموا بتوجيه الاتهام إليها بقتل زوجها مع سبق الإصرار والترصد، لم يكن يخطر ببالها أن الببغاء الذى كان يعيش معهما؛ قد حفظ كلمات زوجها الأخيرة واستمر فى ترديدها.
كان الببغاء يكرر فى نهاية كلامه عبارة “لا تُطلقي..” ، ومن الواضح أنها العبارة التى كان يأمل بها القتيل العفو من زوجته؛ مما جعله يتوسل إليها بعدم إطلاق النيران؛ غير أنها لم تخضع لتلك التوسلات البائسة؛ وقامت بتنفيذ جريمتها بلا تردد، ولكن الجريمة كانت غير كاملة لأنها حدثت فى وجود ببغاء ذكى يردد الكلام.
لم يتراجع رجال الشرطة فى قرار القبض على القاتلة وتوجيه الاتهام إليها اعتمادًا على كلام الشاهد الوحيد الذى حضر وقت وقوع الجريمة؛ وهو الببغاء، وبالفعل أخذت المحكمة بشهادته، وتم التأكد من أن الزوجة هى القاتلة بالفعل.
بعد مقتل مارتن؛ قامت زوجته السابقة “كريستينا كيللر” بأخذ الببغاء ليعيش معها؛ من أجل أن تعتنى به، فلاحظت ما يقوله الببغاء وما يردده من عبارات تدل على طريق الوصول إلى الجانى فى قضية مقتل مارتن، لم تتوانى السيدة كريستينا فى الذهاب إلى السلطات الأمريكية المسئولة عن ملف القضية، وهناك قام الببغاء بترديد الحوار الذى دار قبل وقوع الجريمة، وذلك ما أثبت تورط زوجته جلينا؛ مما أدى إلى القبض عليها؛ لاتخاذ الإجراءات المناسبة لتنفيذ العقوبة القانونية التى تستحقها.
أصبحت شهادة الببغاء من أغرب الأمور التى حدثت تاريخيًا؛ فى واحدة من جرائم القتل الأمريكية، وذلك يدل على أن معظم الجرائم فى العالم غير مكتملة الأركان، ودائمًا يوجد الدليل الذى يصل من خلاله رجال الشرطة إلى القاتل؛ مهما طالت الفترة الزمنية على حدوث الجريمة.