هو فقيه من فقهاء البصرة، كان عالمًا بمذهب أهل العراق والفرائض والحساب والزرع والقسمة، تميز فى علم الجبر والمقابلة وحساب الدور وغامض الوصايا والمناسخات، قدوةً في العلم بصناعة الحكم ومباشرة الخصوم، وأحذقَ الناس بعمل المحاضر والسجلات والإقرارات.
بعد مجيء الإسلام، وبعد أن مكن الله لهذا الدين، كان لازما وحتما أن يكون لهذا الدين نظام اجتماعى عادل يحتكم إليه المجتمع، ويحتمى به من بطش الظالمين والمعتدين، فكان ثمرة الإسلام غلغل العدل فى نفوسهم فأظهروه فى أحكامهم، وفقهوا واقع الناس وملابسات الحوادث فأسهموا فى إعادة الحقوق إلى أصحابها فى أقرب وقت، فهم نماذج مضيئة لقضاة اليوم من أبناء الإسلام فى أى مكان، وعليهم الأخذ بسننهم والاقتداء بأحكامهم، ليتحقق العدل على أيديهم، ويسود الأمن والأمان للناس فى وجودهم، وتسعد الدنيا بهم. من بين هؤلاء الإمام العلامة " عبد الحميد بن عبد العزيز السكوني الكندي البصري، ثم البغدادي الحنفي.
تتلمذ على يد كلا من عيسى بن أبان، عن محمد بن الحسن، وبكر بن محمد العمي، عن محمد بن سماعة، عن محمد بن الحسن. هلال الرأي، ومحمود الأنصاري. ولي القضاء بالشام، والكوفة والكرخ من مدينة السلام. يقول الإمام الذهبي عنه "وكان ثقة، دينا، ورعا، عالما، أحذق الناس بعمل المحاضر والسجلات، بصيرا بالجبر والمقابلة، فارضا، ذكيا، كامل العقل .
أخذ عن هلال الرأي، وبكر العمي، ومحمود الأنصاري، الفقهاء، أصحاب محمد بن شجاع وغيره . كما برع في المذهب حتى فضل على مشايخه، وبه يضرب المثل في العقل" . تولى القضاء في دمشق عام 462 للهجرة، إلى أن قدم المعتضد قبل الخلافة دمشق لحرب ابن طولون ، فسار معه أبو خازم إلى العراق . توفى القاضى ابو خازم في جمادى الأولى سنة 292 هجريا فى مدينة بغداد بالعراق.