ماذا قالت النيابة فى محاكمة مرسى و24 آخرين بتهمة إهانة القضاء

ننشر نص مرافعة النيابة العامة فى محاكمة الرئيس الأسبق محمد مرسى و24 متهمًا آخرين ما بين محامين وصحفيين ونشطاء، وأشخاص ينتمون لجماعة الإخوان الإرهابية، وذلك لاتهامهم بإهانة السلطة القضائية والإساءة إلى رجالها والتطاول عليهم بقصد بث الكراهية والتى أجلتها المحكمة لجلسة 23 يونيو المقبل لاستكمال سماع مرافعة الدفاع عن المتهمين.

وجاء نص المرافعة: سيدى الرئيس.. حضرات السادة المستشارين، خير ما تستهل به النيابة العامة قول المولى سبحانه وتعالى "اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم أن الله سريع الحساب" صدق الله العظيم. سيدى الرئيس.. حضرات السادة المستشارين..

يا من تحقون الحق وتزهقون الباطل، ليس للعدالة سوى رب فى السماء، أوكل إليكم فى الأرض هذا العناء يا من أقسمتم يمين الولاء للعدل، كلما خطت الأقلام ونطقت به ألسنتكم، باسم الحق الذى استقر فى نفوسكم باسم العدل الذى رسخ فى وجدانكم. جئت اليوم لأعرض على عدلكم، قضية أهين فيها القضاء، أهين فيها الحق أهين فيها العدل، أهين فيها طل قاضى يصحو فى صباحه، محل فى عنقه أمانة العدل بين الناس، محترمًا قدسية الحكم والميزان، ناسين أنه بالعدل قامت السموات والأرض وبالعدل وإقامته بين الناس يكون النصر وتقوم الدول.

جئت أعرض على عدلكم أناسا ظهروا على جموع المصريين يهاجمون القضاء حصن المواطن الضعيف، حصن الذين تركونا فى الأرض وطلبوا منا وهم فى السماء حقوقهم، يهاجمون حصن الدولة إذا سقطت سقط معه أركان الدولة.

يهاجمون حصن العدل والعدالة يرمونها بسهام الغدر والخسة، أناسا ظهروا واستغلوا كل مواقعهم الوظيفية لا من أجل المهام الموكلة اليهم ومسئولياتهم الجسام المنوطين بحملها بل من أجل الهجوم وإبراز سيوف الظلم والانتقام غير المبرر، وكأننا نعود إلى العصور الجاهلية، أناسا ظهروا لجموع المصريين الشرفاء بجميع طوائفه يهتفون ويهللون أن القضاء فاسد، وإنى لأتعجب وأقف أمام نفسى وأحدثها، أن هؤلاء من لهم باع فى القانون ومنهم من كان تحت قبة البرلمان والمفترض أنه نبض الشارع صوت الأمة صوت المواطن، فى ضعفه صوت المواطن فى مظلمته لنصرته ومنهم من كان رئيسًا كان الجميع يتطلع اليه أن يكون معه فى السراء والضراء أن يكون محايدًا أن يكون فى نصرة الحق، والعدل، ولكنه أبى ذلك، ومنهم أيضًا من استغل كاميرات الإعلام، وعمله أمامها وسيلة ليست لإظهار الحق وإيضاحها للناس بل كانوا يلبسون الحق بالباطل، وهم يعلمون ومنهم أيضًا من أفنى عمره فى أروقة العدالة وأعلى منصات القضاة وحمل راياتها فأصبح يشير بإصبع الاتهام إلى زملائه أنهم مزورون مسيسون يعملون من أجل الأنظمة السياسية، ونسى وقفتهم على مر العصور أمام الظلم وسندته.

وسنوا جميعًا أن القضاء لا يحكم عن الهوى، وإنما القاضى حر فى تكوين عقيدته وبما يطمأن إليه وجدانه، بالإضافة إلى ما يعرض عليه من أوراق، يتنقل بين سطورها ويعايش الحقائق بحثًا عن الحقيقة وطالبوا تطهير القضاء، فأى إصلاح ترغبون به، وأنتم أعلم أنه يطهر نفسه بنفسه. فمن أجل ماذا تغتالون العدالة أتغتالونها من أجل الشهرة أم من أجل السلطة أم من أجل محبيكم ومشاهديكم، ولكن الحى القيوم، الذى لا تأخذه سنة ولا نوم، أبى أن يتركهم دون أن يفضح أمرهم، نسوا أن الله سبحانه وتعالى لا يحب الجهر بالسوء من القول.

إنهم حاولوا جعل المصريين فى حالة تشتت من أن القضاء لا يحكم على سند من القانون، إنما يصدر أحكامه على أساس من أهواء للنيل من أشخاص معينة بذاتها وجعل من القضاء وسيلة لتصفية حسابات حتى يخرج المواطنون ويقولون فيما بينهم أنه لا يوجد عدل فى تلك البلاد ويقولون إن القانون لا يطبق إلا على الضعفاء، لا وأيم الله أنه ليس ذلك، أن الجميع أمام القانون سواء كأسنان المشط لا فرق ولا تمييز، أن الذين ظهروا أمام الشعب جميع طوائفه هاجموا القضاء يقف أمام عدلكم الآن يعرفون الذنب ولا يعترفون. سيدى القاضى، إليك المشتكى ليس لى صبر ولا جلد على ما أدعوه على القضاء والقضاة، لا لا تقولوا أنى فى ذلك مدعى، اتقوا الظلم أن الظلم ظلمات يوم القيامة.

إن النيابة العامة ينتابها شعور من الأسى والحزن على زمان أتى على الناس تداس فيه القيم بأقدام من وكل برعايتها وتنتهك فيه القوانين بأيدى القائمين على حماية حرماتها، ولكن "يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين". جاءت تلك الأوراق بعد ثورة، خلقت من تحت الرصاص والنار، شعب ضحى بحياته من أجل حبه لمصر، وفرض شعب غاضب كلمته على حكام ساقوهم إلى العدالة، وجاءت ثورة بأحلام مشروعة للجميع، ليست فقط للقضاء ولكنها لجمع المواطنين سواء فحاولنا واجتهدنا لم نكن متباطئين أو متواطئين.

وتمت المحاكمات على الرئيس الأسبق حسنى مبارك ونظامه، إلا أن صدرت الأحكام، فظهر المتهمون على جميع الوسائل الإعلامية، وأصدروا عبارات تحمل الإساءة والازدراء والكراهية للمحاكم، والسلطة القضائية ووجهوا أصابعهم إلى القضاء ووصفوه بما ليس فيه.

أن المتهمين القابعين فى محراب العدل لم يشغل بالهم بلدهم ولا شعبهم ولا حقوقهم وإعلاء اسمها ورايتها والبحث عن حقوق كل المصريين، إنى لا أتحدث عن "حق الثورة" فقط ولكنى أتحدث عما يشغل بال المصريين من همومهم، بل اكتفوا بالتحدث والظهور والإدلاء بأحاديث إلى وسائل الإعلان دون العمل وتكليف أنفسهم عناء البحث أولاً عن حق المصريين فى ثورتهم ثانيًا عما يشغل بالهم من هموم وصاروا يهاجمون القضاء والنيابة العامة لأسباب الله وحده يعلم ما كان داخل كل نفس تطلب وتشتهى. إنهم ضلوا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو أصدق القائلين "يد الله مع القاضى حين يقضى".

وأختتم ممثل النيابة العامة مرافعته، بالقول "إنا نقف اليوم أمام عدلكم ناصتين نابهين لسماع حكمكم الموقر، فأنت الزاد عن العدل وأحكامكم هداية للظالمين وردع، فلتنر مصابيحكم بصائر الناس، وليتجرعوا مرارة أفعالهم الخارجين عن الحق والقانون، وليعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون، مضيفًا: لا يسعنى إلا أن أناجى ربى، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، اللهم إنى مغلوب فانتصر.. اللهم إنى مظلوم فانتصر، حفظ الله مصر وحفظ الله قضاء مصر من كل سوء.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;