قضت المحكمة الإدارية العليا، برئاسة المستشار عادل بريك نائب رئيس مجلس الدولة وعضوية المستشارين صلاح هلال والدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى ونبيل عطالله وأحمد ماهر نواب رئيس مجلس الدولة، بتوقيع عقوبة الفصل من الخدمة على إمام وخطيب مسجد إخوانى فى ديروط بأسيوط نصب على المواطنين فى عهد الجماعة الإرهابية بتحصيل أموال لتعيينهم فى الأوقاف ومقابل ضم المساجد للوزارة.
وحكم بحبسه فى أبريل 2013 فى القضية رقم 3737 لسنة 2013 ج ديروط وجماعة الإخوان الإرهابية أحرقت القضية ومحكمة ديروط ذاتها بعد ثورة 30 يونيه 2013، وفى ديسمبر 2013 أصر وزير الأوقاف على تقديمه للمحاكمة التأديبية التى قضت محكمة أول درجة فى سبتمبر 2016 بفصله من الخدمة , فقام إمام المسجد بالطعن عليه وكان المستشار محمد خفاجى هو المقرر فيه وحسمته المحكمة الإدارية العليا اليوم بحكم بات ونهائى أسسته على عُمد بفصله نهائيا من الأوقاف وشئون الدعوة وعدم اعتلائه المنبر فى أى بقعة من أرض مصر الطيبة.
قالت المحكمة إن دور إمام المسجد عظيم في الإسلام وفى حياة المجتمعات المسلمة فهو يبين للناس ما شرع لهم من تعاليم الإسلام الحنيف ما يحفظ سلوكهم في واقعها ، ويثبت عقيدتها في أفرادها، ويجدد رسالتها في أجيالها، وينشر العلم بأحكامها، ويبث الوعي بقضاياها , فقد شرعت إمامة خطبة صلاة الجمعة لتكون بمثابة صمام الأمان للحفاظ على التذكير والتواصل مع المجتمع المسلم بجميع أفراده، سواء في مجال إحياء إيمانه، أو حسن صلته بربه، أو تنظيم علاقته بالحياة والأحياء من حوله .
وأضافت المحكمة أنه إذا كان من مهام خطيب المسجد تذكير النّاس بربّهم، وتعليمهم أمر دينهم، وإبراز دور المسلم في الحياة، وعلاج مشكلاتهم وتقويمها , فإنه من باب أولى يتعين أن يتوافر في إمام وخطيب المسجد من عظيم الخصال ما تهدي النّفوس الثائرة، وتثير حماسة النّفوس الفاترة، فترفع الحقّ، وتخفض الباطل، بلسان الهداية , حتى يتخذه الناس قدوة ومثلا , فتتحول عادات الناس وتفتح أبواب الأمل والتوبة وتطفأ ثائرة الفتن تُهز بها أعواد المنابرحيث يلتقي المسلمون في مساجدهم لسماعها، ويصدرون متأثرين بكلماتها ومعانيها، قد أخذوا حظهم من الدعوة للخير والتحذير من الآثام والشر , حتى غدا عمل الإمام والخطيب دورا فعالا في صياغة سلوك الناس والتأثير عليهم في يوم الجمعة جمعًا لقلوبهم، وتوحيدًا لكلمتهم، وتعليمًا لجاهلهم، وتنبيهًا لغافلهم، وردًّا لشاردهم، وإيقاظا للهمم، وشحذًا للعزائم، وتبصيرًا للمسلمين بحقائق دينهم وعقيدتهم، ومكايد عدوهم، وما يجب عليهم، وما لا يسعهم جهله؛ وتثبيتًا لهم جميعًا على تعظيم حرمات الله.