ابنى حبيبى يا نور عينى بيضربوا بيك المثل.. "وراء كل شهيد أم عظيمة "، فالأم هى التى ربت، وهى التى علمت، وهى التى غرست روح الوطنية والانتماء فى كل شهيد من شهداء الوطن، خاصة شهدائنا الذين ضحوا بالغالى والنفيس، وقدموا أرواحهم الطاهرة فى فداء لمصر وشعبها فى الآونة الأخيرة وفى ظل الأحداث السياسية التى مرت بها مصر خلال العشر سنوات الماضية، تشابهت قصصهم جميعا فلا أحد إلا وشهد لهم بالأدب والاحترام وحب الوطن والتصارع إلى التضحية والفداء من أجل وطنهم مصر، ومع حلول شهر رمضان المعظم يجب أن نتذكر هؤلاء الشهداء، وأيضا نتذكر الأم التى من صنعت هذا الشهيد.
ويستعرض "انفراد"، ذكريات أمهات وأسر 30 شهيدا من شهداء الواجب الوطنى خلال شهر رمضان المبارك، تخليدا لذكراهم وتكريما لأسرهم.
" كان قبل كل طلعة طيران بيعملها يتصل عليا ويقولى ادعيلى يا أمى، أبنى ضحى بنفسه عشان مدينة فايد متضعشي بعد ما الطيارة بتاعته حصلها عطل فنى وهو طاير بيها، واحنا فرحانين أن أبننا شهيد "، بهذه الكلمات بدأت والدة الشهيد مقدم طيار محمد جمال عبد العزيز، الذى أستشهد أثناء قيامه بجولة طياران فوق سيناء، لكشف ورصد العناصر التكفيرية وأماكن تمركزهم.
الرئيس عبدالفتاح السيسى يصافح الشهيد مقدم طيار محمد جمال
وأضافت والدة الشهيد، أن نجلها الشهيد كان منذ صغره يحلم أن يكون طيار مقاتل ضمن صفوف القوات المسلحة المصرية، مضيفة أن نجلها بعد حصوله على الشهادة الثانوية تقدم لاختبارات الكلية الحربية، وأثناء اجتيازه كشف الهيئة وسؤاله عن رغبته في الالتحاق بالكلية الحربية أو غيرها من الكليات العسكرية، كانت إجابته الإصرار على الالتحاق بالكلية الجوية فقط دون غيرها من الكليات العسكرية من كثرة حبه وتعلقه الشديد بحلم الطيران.
من جانبه قال والد الشهيد، إن أبنه الشهيد ضحى بنفسه حبا في وطنه، مضيفا أنه قرر أن يضحى بنفسه داخل طائرته التي كان مقلعا بها حتى لا تقع وسط مدينة فايد نظرا لأنه الطائرة كانت محملة بالعديد من الصواريخ والقنابل، موضحا أن نجله كان من السهل أن يقوم بالضغط على زر الأمان بكرسى القيادة الذى كان سيساعده على القفز بمظلة وينجى بنفسه، لافتا أن في هذه الحالة كانت ستنفجر الطائرة بوسط مدينة فايد، ما كان سيؤدى إلى وقوع كارثة في الأرواح من أهالى المدينة، مشيرا إلى أن هذا ما لام يرضاه أبنه الشهيد، والذى كان قراره أن يضحى بنفسه وظل طائرا بطائرته حتى هبط بها في آخر مطار فايد الحربى بعيدا عن المدينة، وأنفجرت دون خسائر في أرواح المواطنين، موضحا أن هذا العمل البطولى ما دفع أهل مدينة فايد أن يخلده ذكراه بإطلاق أسم الشهيد على كبرى المدارس في المدينة.
وعن ذكريات الشهيد مع أسرته في رمضان، قال والده إن "الشهيد" هو من كان يجمع الأسرة بأكلها في رمضان، وأنه كان شديد الحرص أن تكون أسرته مجتمعة على مائدة الإفطار حتى بعد ما تزوج وأنجب ظل محافظا على هذه العادات والتقاليد الحميدة، التي من شأنها الحفاظ على لم شمل الاسرة والتماسك والترابط الأسرى، خاصة في ظل الأجواء الروحانية والدينية في هذا الشهر الكريم.
و وجه والد الشهيد رسالة شكر وامتنان للرئيس عبدالفتاح السيسى، على ما يقوم به من إنجازات من مشاريع غير مسبوقة في الدولة المصرية بجميع التخصصات، والتي لم يسبق لها مثيل منذ أكثر من 60 سنة، موضحا أن الرئيس يقوم بنفسه بمتابعة سير تنفيذ هذه المشاريع العملاقة والضخمة بنفسه، لافتا إلى أن هذا ما يؤكد تصميم الرئيس على النهوض بمصر ووضعها على الطريق الصحيح وفى مصاف الدول الكبرى كما تستحق.