"انفراد" يقدم فى سلسلة "خلف القضبان" قصص ليست دربا من الخيال ولا فكراً مجردا لمبدع، ولا صورة خيالية لفنان عن الواقع، وإنما قصص واقعية من داخل ساحات المحاكم تكشف فيها حقائق وأسرار وألغاز الكثير من القضايا.
"الحلقة الثالثة والعشرين".. "سفاحة الرجال"
ماري لويز، طفلة من أسرة متدينة حياتها مستقرة، ولكن كل شئ انقلب بعد وفاة والدتها حينها شعرت ماري لويز أنها وحيدة، وأن كل الذكور من حولها وحوش، كانت صغيرة السن ويولى رعايتها رجال أسرتها ولكنهم كانوا من منعدمي الضمير، وذات ليلة باردة استيقظت فزعة وهي في أحضان أحد أعمامها يحاول أن يعتدي عليها .
كان عمها ضخم وصاحب بنية قوية ولكنها تمكنت، من التخلص منه بصعوبة شديدة، كانت تسأل بينها وبين نفسها ماذا يفعل؟ و لماذا يتواجد في سريرى؟، هل يحاول أن يغتصبني؟ حينها شعرت ماري بغضب يتملكها، ويجعلها أقوى كثيرًا فانقضت عليه، ولم تتركه إلا بعد أن ضربت رأسه بقوة فشقتها، ولم تعرف ماذا تفعل فهربت على الفور .
كانت ماري لويز طفلة جميلة ذات عيون زرقاء وقوام جميل، وشعر أسود ناعم، وكبرت لتكون شابة جميلة، قامت بدارسة الأدب والفلسفة وعلم النفس بالجامعة، وكانت تحب الغناء، وحرصت على أن تضع لنفسها نظام يجعلها في صحة جيدة، فامتنعت عن تناول الكحول .
كانت ماري لويز تحاول جاهدة، أن تتخلص من عقدتها من الرجال تدريجيًا، وحين قابلت جاك شعرت أنها تخلصت من عقدتها تمامًا، وعادت لها الثقة في الرجال، تقربت من جاك ونشأت بينهم علاقة حب تكللت بالزواج، وكان جاك رومانسي ويحرص على أن يسمعها الكلام الجميل، فكان يخبرها برغبته في أن ينجب منها ثلاثة أطفال، جميعهم ذكور الأول ضابط والثاني طبيب والثالث مزارع .
كانت الحياة وردية هادئة إلى أن انقلبت حياتها من جديد، حين وجدت جاك مع فتاة في غرفة نومها وترتدي ملابسها، يردد على مسامعها نفس كلمات الغزل، التي كان يخبرها بها وبنفس أحلامه، عن الثلاثة ذكور "الطبيب والضابط والمزارع".
شعرت ماري حينها أن عالمها ينهار فلم تتمالك نفسها، إلا بعد أن أطلقت رصاصة قاتلة عليه بكل هدوء، ومن ثم طلبت من الفتاة أن تخلع عنها ملابسها وتنزل إلى الشارع عارية كما هي وإلا قتلتها، وكانت تشعر بكراهية شديدة لجاك .
حينها حدثت نفسها بعنف وأنهتها عن الأحلام والآمال وعن حب الأطفال، وكانت ترى أن الأطفال سيكبرون ويتحولون إلى رجال وحينها سيخدعون الفتيات في كل مكان، اتخذت ماري حينها قرارا بإنهاء هذه المأساة وحماية كل الفتيات من خداع الرجال .
ركبت ماري لويز سيارتها وبدأت في رحلتها إلى الريف، حين وجدت عرسًا قررت أن تترجل من سيارتها وتدخل إلى مكان الحفل، وبكل هدوء وضعت السم بكأس العروسين .
وانطلقت مسرعة، رصاصات مسدسها على كل طفل تقابله في الطريق، وقتلت عشرة أطفال وكانت تردد ستكبرون وتتحولون إلى رجال، ويخدعون الكثير من الفتيات، لذلك سأنقذ جميع النساء من الألم الذي أشعر به الآن .
كان من الممكن أن تصبح ماري لويز أستاذة كبيرة في الأدب والفلسفة، أو مطربة ذات صيت واسع ولكن الخيانة من الأهل ومن الحبيب، حولتها إلى سفاحة تقتل بدماء باردة، وإلى مجرمة تقتل دون شفقة، ولديها كل مشاعر الحقد والكراهية والغضب للآخرين.