في الحلقة التاسعة والعشرون من برنامج كنت ضابطا، الذي يقدمه انفراد في شهر رمضان، يتذكر اللواء محسن الفحام، نائب رئيس جهاز الأمن الوطنى الأسبق جانب من ذكرياته مع شهر رمضان خلال عمله بمطار القاهرة.
يقول اللواء محسن الفحام: "أثناء إحدى النبطشيات في صالة الوصول رقم واحد في مطار القاهرة الدولي، وأثناء الاستعداد لتناولنا للإفطار، فوجئنا أن برج المراقبة يخطرنا بأن هناك طائرة قادمة من إنجلترا، وفي أثناء رحلتها المتجهة إلى جنوب أفريقيا، حدث بها عطل وستهبط هبوطا اضطراريا في مطار القاهرة، وعلى متنها شخصية هامة".
واستكمل: "في ذلك الوقت كنا في فترة التسعينات ولم يكن هناك تليفونات محمولة، كذلك من المعتاد أن خلال فترة المغرب يكون المطار شبه خالي، وكانت النبطشية 4 ضباط، طلبت منهم استكمال استعداداتهم للإفطار، وأنا من سيكون في استقبال الطائرة، خاصة أننا لم نكن نعلم من هي الشخصية الهامة التي على متن الطائرة، ففوجئت أن الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا هو الشخصية الهامة".
وتابع: "وبالفعل حضر قسم الصيانة بشركة مصر للطيران لإصلاح العطل في الطائرة، وعرفنا إن الإصلاح سيستمر لمدة ساعتين، وللأمانة كان أحد زملائي الضباط يتحدث الإنجليزية بطلاقة، فقال للزعيم مانديلا: إننا في شهر رمضان، وهذا التوقيت هو موعد تناولنا لوجبة الإفطار، وعرض عليه ياكل معانا".
واستطرد: "في الحقيقة أنا فوجئت بعرض زميلي على مانديلا، اللي فعلا رحب بكل بساطة وتواضع بتناول الأكل معنا، حتى أن في ذلك الوقت كان الجو لطيف جدا فطلب إنه يتمشى من الطائرة إلى الصالة، وكنا معتادين إن كل ضابط يأتي بطعام من بيته، فكان لدينا محشي ورقاق وملوخية".
وتابع: "بدأت معركة الملوخية، خاصة إن رائحتها كانت نفاذة ونيلسون مانديلا أعجب بها، وسأل عنها، وشرح زميلي له أنها أكلة مصرية تاريخية ومشهورة جدا في مصر، وكان في منتهى السعادة، لدرجة إنه عندما تم الانتهاء من إصلاح الطائرة، طلب تأجيل الإقلاع وقال للطاقم إنه سيجلس معنا شوية، وتناولنا كنافة وقطايف، وعند استعداده للسفر، طلب إنه ياخد قطعة كنافة وقطايف معه لزوجته".
وقال: "خلال فترة جلوس نيلسون مانديلا معنا في المطار، حكى لنا عن ذكرياته أثناء فترة سجنه، وانتهاكات حقوق الإنسان التي تعرض لها، وحجم العصرية التي كانوا يتعاملون بها معه داخل محبسه".