"انفراد" يقدم فى سلسلة "خلف القضبان" قصص ليست دربا من الخيال ولا فكراً مجردا لمبدع، ولا صورة خيالية لفنان عن الواقع، وإنما قصص واقعية من داخل ساحات المحاكم تكشف فيها حقائق وأسرار وألغاز الكثير من القضايا.
"الحلقة الثلاثون".. "سفاح نابل"
قد نقف حائرين كثيرًا أمام العديد من الجرائم التي نجد في تفاصيلها، ما هو غريب وما هو مرعب وقد نجد ما هو مثير للاشمئزاز أيضًا، عندما يتعلق بالأطفال هؤلاء الملائكة الذين لا حول لهم ولا قوة، ويغتال أحدهم براءتهم بكل قسوة، دون مراعاة لبراءتهم وضعفهم.
ففي أحد الأيام الصيفية وقف رجل على جانب الطريق يراقب المارة هنا وهناك، وهنا وقعت عينيه على طفلتين إحداهما في الرابعة عشرة من عمرها، والأخرى لم تتجاوز العشر سنوات وتبيعان التين الشوكي، هنا لمعت في رأسه أفكاره الشاذة وقرر أن يختطف الطفلة الكبرى ليغتصبها ثم يقتلها.
اقترب الرجل من الطفلتين وأخبر الفتاة الكبرى أن تأتي معه لمزرعته حيث يحصد من مزرعته، كميات ضخمة من التين الشوكي ولا يحتاج إليها ويمكنهما أن تحصلا عليه دون مقابل مادي، ولكن الفتاة الكبرى رفضت الذهاب معه حيث يجب عليهما أن تبيعا كل ما لديهما من تين شوكي، وما أن انتهت الطفلتين حتى تعقبهما الرجل، وذهب إليهما مرة أخرى عندما وصلتا إلى مكان ليس به مارة، وجلست الفتاة الكبرى على المقعد خلفه فوق دراجته النارية الحمراء التي تم التعرف عليه من خلالها فيما بعد، ولحقتهم الفتاة الصغرى ركضًا فخشي أن يفتضح أمره، فأخذها معه أيضًا.
عندما ذهب إلى مكمنه الخاص، هدد لطفلتين بسكين حاد وباشر الاعتداء على الفتاة الكبرى فصخرت الصغرى، مما أزعجه خشية أن يفتضح أمره فقام بقتلها بالسكين طعنًا، ثم أكمل اعتدائه على الطفلة الكبرى وقتلها بعد أن انتهى، ودفن الجثتين في حفرة أسفل فراشه.
هذا الشخص كان ابنًا غير شرعي لبائعة هوى، تمت ولادته أثناء وجودها بالسجن، وعندما خرجت تزوجت من فلاح بسيط انتسب له، ولم يعرف والده الحقيقى طوال ثلاثون عامًا قضاها، تعلم الفرنسية بطلاقة وهرب من التعليم في طفولته، وكان قصير القامة وقبيح الشكل أيضًا، إلا أنه كان ذكي للغاية .
قام بخطبة ابنة خالته التي أحبها، وسافر بعدها إلى فرنسا من أجل جني المال، وعندما عاد وجدت خطيبته قد تزوجت من شخص آخر، هنا اشتعلت النيران بداخله، وقام بالانتقام ولكن ليس منها بل من ابنها، حيث قتل فيما بعد ابن خطيبته السابقة ليطفئ نيران غضبه وألمه.
كانت أولى جرائمه مع طفل صغير، وقف على قارعة الطريق ليجد من يقله إلى منزله، فتوقف له ناصر وأقله على دراجته النارية، وهنا عرض عليه فكرة أن يذهب معه للمزرعة لجني ثمار اللوز مقابل المال، وافق الطفل على الفور وذهب معه ولم يكن الناصر لديه نية لقتله .
ولكن عندما صعد الطفل ليجني الثمار شاهده الناصر وهو شبه عار، فاندلعت فكرة الاغتصاب في رأسه وحاول مع الطفل ولكنه أراد الفرار، فكتم الناصر أنفاسه وضغط بيده على رقبة الطفل حتى فارق الحياة، حاول الناصر إفاقته ولكنه لك يفلح فأخذه ليدفنه بالمزرعة، ومن هنا بدأت سلسلة جرائمه.
توالت الجرائم البشعة في حق الأطفال حتى وصلت إلى أكثر من 13 جريمة، ومن بينهم ابن خطيبته السابقة التي أراد أن يشعل نيرانها كما فعلت هي به، وحاول أن يغريها بالتطليق من زوجها ولكنها أبت، فاشتعلت نيرانه أضعافًا، وقرر الانتقام منها بقتل ابنها، فتتبعه وأخذه إلى المزرعة المهجورة وهناك اعتدى عليه بوحشية، بواسطة آلة حادة، وكان هذا الطفل هو الوحيد الذي تم الاعتداء عليه بهذه القسوة، وكان هو القضية الرئيسة التي تمت محاكمة الناصر عليها في البداية.
تم إلقاء القبض على السفاح عقب توقيفه لأكثر من مرة، هرب في إحداها وارتكب جرائم أخرى إلى أن ألقي القبض عليه، وتم تصنيفه كمجرم جنسي، تقع كافة جرائمه تحت الضغط النفسي واضطرابات الشخصية التي لا تعفيه، من تحمل مسئولية أفعاله التي ارتكبها .
وقد حكم عليه بالإعدام شنقًا، ومن المفارقات العجيبة أن عملية الإعدام لا تستغرق سوى 4 إلى 5 دقائق حتى تفارق الروح الجسد، ولكن السفاح استغرق 13 دقيقة حتى فاضت روحه لبارئها، وكأن المولى عزوجل أراد تعذيبه بكل روح أزهقها قبل أن ينال عقابه في الآخرة.