في كل الجرائم تقريبا هناك خيط يساعد رجال الأمن والقضاء على فك طلاسمها والتعرف على مرتكبيها، تماما كما في جريمة وقعت في مركز منيا القمح بالشرقية. وجريمة مركز منيا القمح هى قتل تقشعر لها الأبدان، بعدما اعتدى عامل على والدته بفأس حديدية، لرفضها غسل ملابسه، ما تسبب في إصابتها بكسر في الجمجمة ونزيف بالمخ، وأدى إلى وفاتها في الحال.
المتهم يدعى "إسلام. س" 28 سنة - عامل بإحدى الشركات بمدينة العبور، والمجني عليها تدعى "أم الهنا. م" 60 سنة، ربة منزل.
كشفت تحقيقات النيابة العامة، أن المتهم يدعى "إسلام" 28 سنة أنهى تعليمه الفني، وتوجه مباشرة للعمل المهني، وحاول أكثر من مرة الاستقرار في أحد الأعمال اليدوية المهنية، بجانب أعمال الفلاحة الخاصة به، لكن ظروف المعيشة كانت سببا في تدهور حالته المادية والمجتمعية، ظل في أعماله المهنية إلى أن اقترح عليه أحد أصدقائه الذهاب للعمل بأحد مصانع مدينة العبور، وبالفعل ظل في هذا المصنع لمدة تقارب العامين؛ لكن دون تحسن وضعه المادي وظروفه الاجتماعية.
بعدما تقدم المتهم- إسلام- لخطبة إحدى فتيات القرية ورفضها له؛ بدأت أوضاعه تتأزم أكثر فأكثر، ما جعل تصرفاته تبدو غير طبيعية وتغيرت طريقة معاملته لأفراد أسرته؛ رغم كونه هو من كان ينفق على احتياجات المنزل لفترات طويلة دون مساعدة من أحد.
"كنا بندور على عقود سفر للسعودية.. عشان نروح نشتغل هناك" يقول "م. ن"، أحد أصدقاء الجاني، ويكمل: انتقلنا بين أكثر من مهنة ومصنع طيلة السنوات الماضية دون استقرار، لكن "إسلام" لم يعد قادرًا على تحمل وضعه؛ حتى بدأ يظهر عليه الغضب بشكل مستمر داخل وخارج منزل أهله. وقبل الواقعة بيوم كنا نجلس سويًا على أحد المقاهي عقب العودة من العمل؛ وكنا على موعد بالالتقاء صباح اليوم التالي؛ لكننا فوجئنا بخبر تعدي "إسلام" على والدته، بداعي عدم قيامها بغسل ملابسه.
إصابة والدة "إسلام" كانت صعبة للغاية؛ لذا قمنا بنقلها على الفور إلى مستشفى الأحرار العام بالزقازيق؛ في محاولة لإنقاذها؛ لكن كل ذلك كان دون فائدة! فقد فارقت الحياة بعد أيام من الواقعة- يقول أحد الجيران.
"ما غسلتش هدومي، والحياة صعبة عليا وماكانتش تساعدني في حياتي، وبتعاملني بقسوة" هكذا برر المتهم اعتداءه على والدته أمام النيابة، موضحًا أنه خلال أحد الأيام نشبت مشادة كلامية بينه وبين والدته فلم يتمالك أعصابه، وقام بالتعدي على والدته بضربها على رأسها.
تلقى اللواء عاطف مهران، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الشرقية، إخطارًا من اللواء عمرو رؤوف، مدير المباحث الجنائية، ببلاغ من مستشفى الأحرار بوصول "أم الهنا"، مصابة بنزيف بالمخ وكسر بالجمجمة، وتم حجزها بالعناية.
وتبين من التحريات الأولية قيام نجلها "إسلام" بالتعدي عليها بالضرب، بسبب خلافات أسرية، وتحرر عن الواقعة المحضر رقم 1860 جنح منيا القمح لسنة 2020، وبالعرض على النيابة العامة بمركز منيا القمح، قررت ضبط وإحضار المتهم، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، والاستعلام عن التقارير الطبية للمصابة من المستشفى.
وتمكنت قوة من ضباط مباحث منيا القمح، من ضبط المتهم، وبعرضه على النيابة العامة، وبسؤاله أقر بفعلته، وتمت إحالته إلى النيابة العامة، التي قررت حبس الشاب 15 يومًا على ذمة التحقيقات.