الضنا غالي، تلك المقولة الشعبية التي دائما ما تعبر عن قيمة الأبناء لدى آبائهم، إلا أن الأمر لدى زوجين في مدينة أوسيم بمحافظة الجيزة مناقض تماما لتلك المقولة، حيث تخلى زوجان عن أبنائهما الخمسة في الشارع، رغم أن الابنة الكبرى لا يتعدى عمرها العشر سنوات، مفضلين حياتهما الخاصة على أطفالهما الذين واجهوا الخطر في الشارع، ليعطف عليهم الجيران ويقدموا لهم الطعام حتى لا يواجهوا شبح الجوع، خاصة أن أحدهم ما زال رضيعا.
المأساة بدأت عندما تسللت الخلافات الأسرية إلى حياة عامل رخام وزوجته، ليقرر الزوج طرد زوجته، فتتوجه إلى مسكن عائلتها، تاركة خلفها أبناءها الخمسة، رغم أن أصغرهم ما زال رضيعا يحتاج إلى رعاية والدته.
واصل الأب جحوده فقرر طرد أبنائه من المنزل، وطلب منهم التوجه للإقامة بصحبة والدتهم، فيضطر الأطفال للخضوع لوالدهم، وتصطحب الابنة الكبرى أشقاءها وتتوجه إلى والدتها، إلا أن المفاجأة كانت برفض الأم استقبالهم، وطلبت منهم العودة إلى والدهم.
في تلك اللحظات وجد الأطفال الخمسة أنفسهم بلا مأوى، الأب والأم لا يرغبان بهم، وتحولوا إلى عبء ثقيل على والديهما، ولم يجدوا أمامهم سوى الشارع مأوى لهم يستقبلهم دون اعتراض.
جلس الأشقاء الخمسة بالشارع، تروى الشقيقة الكبرى حكايتهم لمن يرغب في الاستفسار عن مأساتهم، ويقدم لهم الطعام والشراب، حتى انتشرت قصتهم بعدما التقط أحد الأشخاص مقطع فيديو لهم، ونشره عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وفور تداول القصة بين رواد وسائل التواصل الاجتماعي، رصدت الأجهزة الأمنية مقطع الفيديو، وتم الاستجابة على الفور وإنقاذ الأطفال، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وتسليمهم إلى جدتهم لوالدتهم بعد التعهد بحسن رعايتهم.
المقدم حسام العباسي رئيس مباحث مركز شرطة أوسيم، ألقى القبض على الأب والأم المتهمين بتعريض حياة أبنائهما للخطر، وعللا سبب التخلي عن الأطفال بسبب الخلافات الزوجية التي تجمعهما، فتم إحالتهما إلى النيابة التي قررت إخلاء سبيلهما، بعد التحقيق معهما.