ما زال الحكم الصادر من القضاء الأوروبى، للمرة الأولى، بشأن صوت المشروبات الغازية وعلاقته بالعلامة التجارية، يثير الجدل بين الأوساط القانونية المتخصصة في قضايا حقوق العلامات التجارية، والذي أرست فيه مبدأ قضائياَ جديداَ قالت فيه: "صوت المشروبات الغازية ليس علامة تجارية".
وقالت المحكمة في حيثيات الحكم: "الصوت الذي يصدر عند فتح عبوة مشروب غازي، وهو أحد أكثر الأصوات في العالم اتساماً بطابع مميز، لا يشكل علامة سمعية يمكن أن تخضع لحقوق الملكية الفكرية، ولا يمكن تسجيل ملف صوتي يحتوي على الصوت الذي يسمع عند فتح عبوة مشروب كعلامة تجارية".
في التقرير التالي، يلقى "انفراد" الضوء على كيفية إرساء المحكمة الأوروبية لذلك المبدأ القضائي التاريخي الذي سيكون استدلالاَ لمثل هذه النزاعات المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية، وما هي قصة ذلك المشروب الغازي الذى تسبب في إرساء هذا المبدأ الفريد من نوعه – بحسب الخبير القانوني والمحامى بالنقض علاء مبروك.
المحكمة تؤكد: صوت المشروبات الغازية ليس علامة تجارية
بداية الواقعة - تقدمت إحدى شركات المياه الغازية بطلب إلى مكتب الملكية الفكرية لتسجيل الضوضاء الصادرة عن فتح علب الكانز الخاصة بالمشروبات الغازية، إلا أن هذا الطلب تم رفضه على اساس أن الصوت لم يكن مميزا بما فيه الكفاية، إلا أن قد تقدمت للمحكمة للفصل فى النزاع، وقالت في حيثيات الحكم أن: الصوت الذي يصدر عن مشروب يمكن فتحه متبوعا بصمت لمدة ثانية تقريبا، وصوت ازيز يستمر قرابة تسع ثوان ليس علامة صوتية" – وفقا لـ"مبروك".
المحكمة أضافت بأن يجب أن يكون للعلامة الصوتية صدى معين يمكن المستهلك من اداركها كعلامة تجارية وليس كعنصر وظيفى او كمؤشر بدون اى خاصية، وبالتالى فإن العناصر السليمة والصمت لمدة ثانية واحدة تقريبا ليس لهما خاصية متاصلة من شأنها أن تجعل من الممكن تصدرها على أنها مؤشر على الأصل التجارى للسلع، وهو ما يميزها عن الكثير من المشروبات الغازية الأخرى حتى يتم تسجيل الصوت الصادر عن تلك المشروبات الغازية عند فتحها كعلامة صوتية تجارية – هكذا يقول الخبير القانوني.
الأزمة منذ عام 2019
يشار إلى أن محكمة القضاء الأوروبي، قررت بأن صوت فتح عبوة مشروب غازي، لا يشكل علامة سمعية تخضع لحقوق الملكية الفكرية، وكتبت محكمة الاتحاد الأوروبي، في بيان: "لا يمكن تسجيل ملف صوتي يحتوي على الصوت الذي يسمع عند فتح عبوة مشروب، متبوعا بصمت "حوالي ثانية واحدة" وفوران "تسع ثوانٍ" كعلامة تجارية".
ويعد هذا الصوت أحد أكثر الأصوات في العالم اتساماً بطابع مميز، وبالتالي، رفض القضاة الاستئناف المقدم نهاية العام 2019 من قبل الشركة الأوروبية أحد رواد السوق في العبوات المعدنية.
واعترضت "الشركة" أمام القضاء الأوروبي على رفض مكتب الاتحاد الأوروبي للملكية الفكرية طلب تسجيل الصوت الصادر عند فتح زجاجاتها وعبواتها المعدنية المستخدمة في مختلف المشروبات في كل أنحاء العالم، كعلامة تجارية أوروبية، واعتبر القضاة، استنادا إلى رأي المكتب، أن الصوت المعني "لا يمثل صفة مميزة".