هنا.. "مشرحة زينهم" حيث الأسوار المرتفعة، التي يوجد خلفها العديد من الحكايات والقصص عن "جرائم مختلفة" ومتنوعة، حيث تستقبل العديد من الجثث في الحوادث المختلفة، ورغم أن المشرحة لا يفارقها "الصراخ" بسبب الأهالي والأقارب الذين يحضرون لاستلام الجثث منها، بعد مقتل ذويهم، أو وفاتهم في حوادث مختلفة، إلا أن الأهالي والجيران بجوارها يمارسون عملهم بشكل طبيعي.
"انفراد" أجرت معايشة مع جيران مشرحة زينهم، حيث أكدوا أنهم يعيشون بشكل طبيعي، وأنهم اعتادوا على ذلك، حيث تدخل وتخرج الجثث من المكان.
وحول ما يتردد عن سماعهم أصوات غريبة ليلًا، نفى الأهالي ذلك، مؤكدين أن المنطقة هادئة، وأن "العفاريت" و"الأصوات الغريبة ليلًا"، من نسيج خيال البعض.
وفي 24 يناير 2019، وفي سابقة تعد الأولى من نوعها في إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، حصلت مصلحة الطب الشرعي على شهادة الاعتماد الدولي "الأيزو" في مجال تحليل البصمة الوراثية.
يأتي هذا تتويجا لجهود وزارة العدل في تطوير منظومة العمل بالقطاعات والمصالح التابعة لها، ووفقا لتوجيهات المستشار عمر مروان وزير العدل، باتباع أحدث الأساليب العلمية والمعايير الدولية في مجال الطب الشرعي ومد جهات الخبرة الفنية المعاونة للهيئات القضائية بالأجهزة الحديثة والمتطورة.
ويمنح هذان الاعتمادان، الأول في مجال تحليل البصمة الوراثية والثاني في فحص الجثامين وتشريحها مصلحة الطب الشرعي وتقاريرها العديد من الميزات وهي:
1-أصبحت تقارير الطب الشرعي في هذين المجالين معترف بها دوليا والاعتداد بها رسميا أمام المحاكم الدولية.
2-يجوز للمحاكم الدولية الاستعانة بخبراء الطب الشرعي المصري خاصة في هذه المجالات التي حصل فيها على الاعتماد الدولي.
3-يسمح لمصلحة الطب الشرعي استخدام شعار اعتماد المجلس الوطني ايجاك لمدة 4 سنوات.
وتعتبر مصر من أوائل الدول التي مارست العلوم الطبية الشرعية والعلوم الجنائية بمفهومها الحديث، حيث إنه مع نهاية القرن التاسع عشر تم تأسيس كلية الطب في أبوزعبل ومنذ ذلك الوقت قام الأطباء البشريون بأعمال الطب الشرعي من تشريح وبحث عن سبب الوفاة، كما كان متبعا في جميع الدول المتقدمة آنذاك.