بعد ارتكاب الجرائم الجنائية يصبح المتهم بين ليلة وضحاها بين مطرقة السجن من جهة والمستقبل المظلم من جهة أخرى، ومن هنا جاءت فكرة التأهيل النفسي للمتهمين لإنقاذ مستقبله بصفة خاصة، وحماية المجتمع من انحرافه حال استمر على جرمه بعد قضاء مدة عقوبته.
وهنا يأتي السؤال كيف يمكننا تأهيل المجرم بعد ارتكاب الجرائم؟
الدكتور خالد أبو النجا أخصائي الطب النفسي، أكد أنه يمكن تشبيه السلوك الإجرامي، بالمرض الذي يضر بالجسد الاجتماعي، ويؤدي للعديد من أشكال الألم الشخصية والاجتماعية، ومن الضروري إيجاد أفضل الطرق للوقاية من هذا المرض وعلاج نتائجه.
ويمكن من خلال بعض الطرق علاج أسباب هذا المرض والوقاية منها، ومن طرق محاربة السلوك الإجرامي على المستوى النفسي والاجتماعي والقانوني، دراسة الحالة النفسية للمجرم، فدارسة هذه الحالة تفيد في تقدير السبب النفسي وراء سلوكه الإجرامي، فقد يكون ناتج عن اضطراب نفسي مؤقت، أو مزمن أو اضطرابات في نمط الشخصية، وكل من هذه الحالات تستدعي نمط معين من العلاج النفسي والسلوكي.
بالإضافة لعلاج الاضطرابات والمشاكل النفسية التي يعاني منها المجرم، فقد ينتج السلوك الإجرامي عن مشاكل الإحباط أو الاكتئاب أو عقد النقص أو أي مظهر آخر من مظاهر الاضطرابات النفسية، وبعد دراسة حالة المجرم وتحديد نوع الاضطراب الذي يعاني منه تأتي مرحلة العلاج النفسي لهذا الاضطراب.
كما أنه من الضروري وضع خطط للتعامل مع المجرمين داخل المؤسسات العقابية، كالسجون بوضع برامج تأهيلية على المستوى النفسي والاجتماعي والتعليمي يتلقاها المجرم خلال مدة عقوبته في هذه المؤسسة.