"البصمات" تعتبر من أهم أنواع الأدلة الجنائية التي تلجأ إليها أجهزة الأمن في الكشف عن هوية المتهمين في الجرائم المختلفة، والتي ساعدت في حل ألغاز كثير من القضايا والجرائم، فالبصمة من أهم عناصر الكشف عن هوية الأشخاص، وبمجرد العثور عليها في أي مكان أو سطح يتطلب المحافظة عليها واستخدام أفضل الطرق العلمية وأكثرها تطورا لإظهارها ورفعها ونقلها لمضاهاتها بطريقة تضمن الحصول على نتائج أكيدة، يستطيع القاضي من خلالها الحكم بالبراءة أو الإدانة.
والبصمة من ناحية الدليل الجنائي وسيلة لتحقيق شخصية الجاني وتحديد ذاتية على وجه اليقين وتشخص حركة الفاعل وشركائه على مسرح الجريمة وإمكانية تحديد حرفة أو مهنة اصحاب البصمة بإلإضافة إلي معرفة بعض الأمراض الجلدية لدى صاحبها، وخاصة التي تؤثر على الخطوط الحلمية المكونة للبصمة.
وطبقًا لعلوم الأدلة الجنائية فمدة الاحتفاظ بالبصمة علي الأسطح والأشياء متباينة وتختلف بحسب نوعها سواء ظاهرة أو خفية ومكان وجودها، وطريقة حفظها وأن العدو الأول للبصمات هو التراب والرطوبة، فالبصمة تحدث نتيجة تلوث اليدين بالأحماض الأمينية، التى تفرزها الغدد العرقية من الجسم؛ وعند ملامسة الأسطح الملساء - وليست الخشنة - يحدث انطباع للخطوط الموجودة بالإصبع أو القدم أو صوان الأذن أو راحة الأيدي أو الكوع أو المرفق، على السطح، فإذا كان السطح معرضا للهواء والتربة، أو الندى، أو الرطوبة، و تم مسحه، أو وضعت بصمة فوق بصمة، فإن البصمة الأساسية تتغير أو تتشوه.
أما إذا كانت البصمة داخل مكان مغلق غير مترب لم تمتد إليه يد، فإن البصمة تستمر مدداً طويلة، تصل إلى الشهرين أو الثلاث، وربما أكثر.
وأثبتت البحوث الطبية كثيراً من الحقائق العلمية المميزة للبصمات ومنها ثبات شكل الخطوط الحلمية بالبصمات منذ تكونها في الشهر الرابع من الحمل وحتى نهاية العمر كونها لاتتأثر بعوامل الوراثة حتى في حالات التوائم التي تنتمي لبويضة واحدة علما بان هذه الخطوط خاصة بكل فرد ولا تتطابق مع غيره لأي شخص آخر كون البصمات وأوجه دلالاتها الفنية تعتبر من أهم الأدلة المادية التي يتركها الجاني على مسرح الجريمة والتي تثبت وجود صاحبها في المكان التي رفعت منه.
ومن جانبه، قال عبد الله المغازي، أستاذ القانون، إن البصمات دورها هام ومحوري، وقد يكون فاصلا فى الكثير من الجرائم المرتكبة، وهو من أهم ما يتم الاعتماد عليه سواء من مسئولي الضبط الجنائي أو المحامى، وخصوصا فى جرائم القتل والسرقة وغيرها من الجرائم الجنائية.
وأضاف "المغازي" لـ "انفراد"، إن كل بصمة من بصمات الأصابع تُعَدُّ نمطًا فريدًا يميز شخصًا محددًا، ومن ثَم فإنها تمثل وسيلةً مضمونة لتحديد المشتبه بهم، مشيرًا إلي أن البصمة الوراثية أو الطبعة الوراثية أو بصمة الحمض النووي هي أحد وسائل التعرف على الشخص وهى من أهم ما توصل إليه العلم البشرى الحديث.
وتابع، إن البصمة كافية كدليل جنائي في القضية، لأنها فاصلة بشرط اتفاقها مع الأمور المحيطة بها ومنطقية الأشياء، واطمئنان القاضى الجنائى لها، وذلك تطبيقًا لمبدأ هام فى القانون الجنائى، وهو مبدأ اقتناع القاضى الجنائى.