قضت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بالتجمع الخامس، بمعاقبة "تربى" بتهمة إشعال النيران داخل مقابر للانتقام من خصمه المسئول عن إدارتها وحمايتها، كما قام المتهم بنبش أخد المقابر واستخراج جثة حديثة الوفاة لسيدة توفيت أثر الإصابة بفيروس كورونا المستجد، والتعدى عليهاً جنسيا، بالسجن المشدد 15 عاما.
عقدت الجلسة برئاسة المستشار محمد عامر جادو، وعضوية المستشارين محمود يوسف محمود و سامح السيد حسين أبو كنهر و محمد عبد القادر حمزة، وأمانة سر محمد جبر وحسام عبد الرسول.
وأسندت النيابة للمتهم "مصطفى.م" (تربى)، تهمة وضع النار عمداً بمبنى غير معد للسكن "مقابر" وغير المملوك له والخاص بإحدى العائلات، لباعث الانتقام من خصمه المسئول عن إدارتها، بأن بيت النية وعقد العزم على ذلك وأعد لذلك الغرض مشروع إجرامى استهله بتحضير أدوات ارتكاب جريمته "تالية الوصف" ونفاذاً لما وفر بصدره وراجحة عقله من نية خبيثة، ترقب التوقيت الملائم لتجسيد ما بدر فى ذهنه وما أن حانت له الفرصة، حتى تسلل إلى مجمع "المقابر" ليلاً قاصداً أحد القبور التى بداخلها جثمان إحدى السيدات حديثة الوفاة، متمكنا من الدخول إلى القبر عن طريق فض قفله عنوة، حتى قام بسكب مادة معجلة للإشتعال على جسدها وأضرم النيران بمبنى المقابر على النحو الثابت بتقرير الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية، قاصداً من ذلك إيذاء غريمه وتحميله مسئولية تلك الفعلة بصفته المتولى إدارة تلك المقابر، ولإخفاء معالم واقعة تدنيسه للقبر محل الاتهام التالى.
كما أسندت النيابة للمتهم، تهمة انتهاك حرمة قبر متوفية بأن دلف داخله بطريقة غير مشروعة وما أن ظفر بجثمان المتوفية، حتى أزال عنها كفنها كاشفاً لعوراتها غير عاب بحرمتها، واستكمالاً لفعلته الشيطانية عبث بالجثة مهيئاً إياها، واعتدى عليها.
كما أتلف المتهم عمداً المنقول المبيت وصفاً وقيمة والمملوك للغير بأن جعله غير صالح للاستخدام وقد ترتب على ذلك ضرر مالى تزيد قيمته عن 50 جنيها، و أحرز أدوات " أجنة- شاكوش- جازولين" بدون مصوغ من الضرورة الحرفية أو المهنية.
وشهد الشاهد الأول "سائق"، إنه بوفاة شقيقته إثر إصابتها بفيروس كورونا ودفنها بمقابر العائلة، إلا أنه فوجىء عقبها بإبلاغه بكسر قفل الجبانة الخاصة المتواجد بها جثمان المغفور لها وإضرام النيران بها داخل المقبرة، وأضاف باتهامه للمتهم المضبوط بارتكاب الواقعة.
وشهد رئيس مباحث قسم شرطة حلوان، أن تحرياته السرية دلت على أن وراء ارتكاب واقعة انتهاك حرمة القبور وإضرام النيران بجثمان المتوفية عقب الاعتداء عليها، هو المتهم بباعث الانتقام من المسئول عن إدارة المقابر على إثر خلاف سابق بينهما انتهى بإهانة الأخير للمتهم والتعدى عليه وتحطيم هاتفه وطرده من المقابر مما أثار حفيظة الأخير ودفعه للثأر من غريمه، عن طريق تتبع أهلية إحدى الوفيات حتى دفنها وما أن حانت له الفرصة ليلاً قام بالدخول للقبر عن طريق فض قفلها، وتجريد جثمان المغفور لها من الكفن والعبث بها والاعتداء عليها، وعقب انتهاءه من ذلك سكب مادة الجازولين على الجثمان مضرماً النيران به حتى امتدت لأسقف الجبانة وحوائطها، قاصداً من ذلك إحراق مبنى الجبانة بدافع الإنتقام من خصمه لوضعه فى موضع حرج مع أهلية المتوفية وإظهاره بمظهر المتسبب بصفته المسئول قانوناً عن إدارة مجمع المقابر، وبدافع إخفاء معالم جريمته الغير إنسانية.
فيما شهد الشاهد الخامس، " تربى"، إنه على خلاف مع المتهم على إثر معاتبته لسوء سلوكه وتعاطيه المواد المخدرة بمنطقة المقابر وافتعاله للعديد من المشاكل مع أهالى المتوفين، مما حدا به لتعنيف المتهم ومنع دخوله لمنطقة المقابر، مما أدى لمشادة كلامية بين الطرفين انتهت بتهديد ووعيد من المتهم له حتى نمى إلى علمه بعد ذلك قيام المتهم بانتهاك حرمة قبر سيدة متوفية وإضرام النيران بها وبالقبر بقصد إلحاق الضرر به.