دائماً ما يندم الجانى بعد فوات الأوان، فى لحظة يتملكه الشيطان، يرتكب جريمته التى قد تضع رقبته حول حبل المشنقة.
وخلال الأشهر الماضية شهدت مصر جرائم قتل لأتفه الأسباب، خلافات بسيطة وأحياناً غريبة تدفع شخص لتقل آخر ومن هذا نماذج كثيرة منها جريمة قتل حدثت بسبب الخلاف على صوت "الكاسيت"، وصاحب محل يقتل سائق بسبب ركن سيارة.
صوت الكاسيت
فى منطقة الساحل بالقاهرة قتل عامل شخص آخر يعمل جزار، بسبب خلافات نشبت بينهما نتيجة ارتفاع صوت كاسيت "التوك توك" الخاص بشقيق المتهم، حيث عاتب المجنى عليه سائق "التوك توك" وتعدى عليه، وتدخل المتهم لنصرة شقيقه، وتشاجر مع الجزار، وسدد له طعنات أدت لمقتله.
لعب الكوتشينة
أنهى طفل فى العاشرة من عمره، حياة آخر طفل آخر يبلغ من العمر 6 سنوات، عقب نشوب خلاف بينهما أثناء لعبهما الكوتشينة بمنطقة المعصرة، حيث اعتدى المتهم على الآخر بالضرب ولاحقه داخل قطعة أرض فضاء وتعدى على رأسه بقطعة زجاج ما تسبب فى وفاته.
وقال الطفل المتهم فى تحقيقات النيابة العامة بأنه اختلف مع المجنى عليه أثناء لعب الكوتشينة، ودون أن يشعر أمسك بزجاجة مياه غازية وضرب بهر رأس المجنى عليه مشيرا إلى أن والدته توفيت منذ سنوات ووالده محبوس على ذمة قضايا متعددة منذ فترة طويلة، ما اضطره للعمل فى محطات مترو الأنفاق كـ"بائع مناديل"، والإقامة فى الشارع.
ركن السيارة
وفى بنها نشبت مشادة كلامية بين صاحب محل كبده وسائق، بسبب ركن الثانى لسيارته أمام محل الأول، تطورت الى مشاجرة انتهت بمقتل السائق.
ووقتها تلقى اللواء سعيد شلبى مدير أمن القليوبية إخطارًا من الرائد صلاح عبد الفتاح رئيس مباحث مركز بنها بمقتل "ش. م" 38 سنة سائق إثر إصابته بجرح طعنى نافذ فى الصدر.
بدورها قالت الدكتورة منال زكريا أستاذة وخبير علم النفس إن جميع المستويات والطبقات المجتمعية، أصبح المنتمين إليها يعانون من سرعة الاستثارة والانفعال، فعقب ثورة يناير مررنا بضغوط نفسية أثرت على الكبير والصغير، ما جعل المجتمع يصاب بحالة من التوتر والعصبية الزائدة، عدم الإحساس بالأمان، كما أن الأحداث التى وقعت بعد الثورة أدت لزيادة نسبة الاضطراب.
وأضافت الدكتورة منال فى تصريحات لـ"انفراد" أن التوازن الانفعالى مضطرب، ونحن فى حاجة لقضاء أوقات للترفية عن أنفسنا، وبالتالى مواجهة الضغوط المجتمعية.
وأوضحت الدكتورة سامية خضير أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس أن معدل الجريمة مرتفع فى العالم كله ويزيد فى أمريكا مثلا عن مصر، ورغم ما يحدث فى مصر مازال مجتمعنا متمسك بالقيم والعادات والتقاليد.
ونوهت الدكتورة سامية خضير إلى أن الاعلانات والبرامج التى يحتوى مضمونها على العنف تؤدى لتفتيت الأسرة، وتحرض على العنف، ويجب منع تلك البرامج، وإعادة النظر فى منظومة القيم، ودعمها بواسطة الأسرة والإعلام والأزهر والكنيسة لتقليل معدلات الجريمة.