خرج عن صمته رغم صغر سنة، ملقياً الاتهامات على الظروف الاجتماعية والبيئية التى عاش فيها، ودفعته لقتل طفل صغير يبلغ 9 سنوات، بداية من وفاة والديه وهو فى سن صغير. والتنقل للعيش مع أعمامه الذى بدأوا طريق الإذلال لصغير وصل لسن 15 عاماً، وطردوه من المدرسة ليعمل سائق توك توك رغم نحافة جسده وصغر سنة، لكنه أصبح مجرماً فى نظر العدالة.
تفاصيل القصة التى شهدتها منطقة العمرانية، تسردها السطور التالية، بعد أن أنهت نيابة حوادث جنوب الجيزة، برئاسة المستشار أحمد ناجى، تحقيقها مع الصبى «فاروق.أ» والبالغ من العمر 15 سنة، فى قضية اتهامه بقتل طفل يبلغ من العمر 9 سنوات عمدًا، بعد خنقه لرغبته فى شراء حلوى واستدراج الطفل لأخذ مبلغ 15 جنيها كان بحوزة المجنى عليه.
وقال المتهم خلال اعترفاته أمام طارق جودة، وكيل أول نيابة حوادث جنوب الجيزة: "أن يتيم ومحدش بيدنى فلوس، وليا 4 سنوات عايش فى الشارع لأنى عمامى كل شوية يطردونى من البيت، علشان نفسى أروح المدرسة وأكون متعلم، أنا أوبيا مات وكل شىء فى حياتى أتغير، انتقلت للعيش مع أعمامى وبعد مرور شهر من العيش معهم طلعونى من المدرسة، علشان أشتغل سائق توك توك، كنت بشوف إلى فى سنى بيروح المدرسة وأنا أطلع أشتغل، من أول اليوم وأرجع على مع كل وجبة أكل علشان أسلم الإيراد وأكل وأرجع أشتغل تانى.
مفيش حد من أقربى كان مستحملنى، كانوا بيضربونى ويجبرونى على العمل، وقالوا لىّ أنزل أشتغل بلقمتك أنتا هتعيش عالة علينا، دمرونى وأصبحت موجود دائماًفى الشارع أختلط بأشخاص تكٌبرنى بسنوات اتعلمت أشرب سجاير ومخدرات فى أوقات، وفى ويم الحادثة كنت بلعب مع أصحابى فى الشارع، وشاهدت م.ح 9 سنوات وهوجارنا وكان بيلعب معايا علطول بس دايماً كان بيكون معاه فلوس، واليوم ده مكنش معايا فلوس خالص لأنى سبت الشغل من أسبوع، وكان فى منزل قريب مننا فى المنطقة لا يوجد به سكان وحينما شاهدته المجنى عليه، بحوزته 15 جنيها، منحه له والده لشراء أغراض من محل بقالة، حاولت سرقتهم ، لكن الطفل بكى وتشبث بالمبلغ، فى قمته بخنقة وأستوليت على الفلوس علشان أشترى بيها حاجة حلوة وتركت البدروم وهربت ومعايا الفلوس.
التحقيقات أشارت أن فرد أمن بشركة حراسات، عثر على جثة الطفل داخل وقام بأخطار قسم العمرانية، وبانتقال النيابة لمناظرة الجثمان، تبين أن الطفل مخنوق ويوجد آثار إحمرار وزرقة حول عنقه، وبالتحرى حول الحادث، تبين أن آخر من التقى بهم هو صبى أكبر منه يدعى "فاروق.أ" ويبلغ من العمر 15 سنة، وبضبطه اعترف بارتكاب الجريمة، بغرض سرقة الـ15 جنيه من المجنى عليه.
وأختتم المتهم أعترفاته: "أنا مش عارف عملت كده ليه، أنا مش مدرك أنى إللى عملته ده ضيعنى، وأنا مستقلبى ضاع وهكون فى السجن، وأنا أبويا لو كان عايش كنت كملت دراستى وأصبحت حاجة كويسه، لكن أعمامى وأقاربى السبب حرمونى من كل حاجة، وكانوا بيشتروا لأولادهم لبس وحلاوة ومكنوش بيعبرونى.
كان العقيد أسامة عبد الفتاح، مفتش مباحث غرب الجيزة، تلقى بلاغا من فرد أمن خاص، بعثوره على جثة متعفنة داخل شقة أسفل سكنه بالعمرانية. وبانتقال رجال المباحث إلى محل الواقعة عثر على جثة طفل يبلغ من العمر 9 سنوات ملفوفا حول رقبته حبل فى حالة تعفن، وكشفت تحريات المقدم محمد الشاذلى، رئيس مباحث قسم شرطة العمرانية، أن مرتكب الجريمة صبى يبلغ من العمر 15 عاما، وأنه استدرج الضحية إلى الشقة لعلمه أن سكانها غير مقيمين بها، وأن الباب يتم فتحه بسهولة، من أجل سرقته ثم استولى منه على 15 جنيها وفر هاربا. وبإعداد كمين للمتهم تم القبض عليه، وبمواجهته اعترف بارتكاب الجريمة، فأخطر اللواء خالد شلبى مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة وتولت النيابة التحقيق.