مارست أسرة جميع وسائل الضغط على ابنتهم لإجبارها على الزواج من شخص رفضته عدة مرات، لكونها صغيرة فى السن لم يتخطى عمرها العشرون عاماً، وأمام ضغوط الأسرة لم تجد الفتاة وسيلة للإفلات منهم سوى الهرب، حيث عاشت عدة سنوات فى الحدائق العامة دون مأوى، حتى ذهبت إلى محطة السكة الحديد، وظلت بها وقتاً طويلاً، الأمر الذى أثار ريبة رجال الشرطة، فتحدثوا معها وعرفوا تفاصيل قصتها، حيث وصل عمرها لثلاثة وعشرون عاماً وهى تتنقل فى البلاد من بلد لآخر، بعدما وجدت الرحمة التى فقدتها مع أسرتها فى الشارع.
بدأت تفاصيل الواقعة، أثناء مرور رئيس مباحث قسم شرطة محطة سكك حديد الأقصر لتفقد الحالة الأمنية، حيث لاحظ تواجد إحدى الفتيات على رصيف المحطة لفترة طويلة دون استقلال أياً من القطارات، وبالاقتراب منها تبين أنها "سمر.ج" 23 سنة مقيمة بشبين القناطر، وتركت منزل أسرتها منذ سنوات إثر خلافات أسرية، بسبب إصرار الأسرة على زواجها من أحد الأشخاص دون رغبتها، وأنها تسكن الأماكن العامة لعدم وجود مسكن لها.
ووجه اللواء محمد يوسف مساعد وزير الداخلية، مدير الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات، الضباط باتخاذ ما يلزم من إجراءات ومساعدة الفتاة فى إعادتها لأسرتها.
وتم الكشف عن الفتاة بقاعدة بيانات مصلحة الأمن العام "الغائبين"، فتبين أنه محرر بغيابها المحضر رقم 2959/2007 إدارى قسم شرطة الجمالية فى القاهرة، وأن والدها دائم التردد على مركز الشرطة للاستعلام عنها من وقت إلى آخر، حيث تم التواصل معه بمعرفة مركز الشرطة لاستلامها عقب العثور عليها.
حضر والدة الفتاة إلى قسم شرطة محطة سكك حديد الأقصر واستلمها، وتحرر المحضر رقم 4/245 أحوال قسم شرطة محطة سكك حديد الأقصر، وتم أخذ التعهد اللازم على الأب بحسن رعايتها، ووعد ابنته بتوفير سبل الراحة لها وتحقيق رغبتها فى اختيار شريك حياتها.