لم يعلم الصيدلى العجوز أن موته سيكون على يد حارس المزرعة انتقامًا منه لطرده من المزرعة، بسبب ارتكابه واقعة سرقة، ولم يفكر الصيدلى يومًا أن هناك أشخاصًا يقتلون بسبب خلاف بسيط أو ينتقمون بهذه الطريقة البشعة.
كشفت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الإسماعيلية، بالاشتراك مع مباحث مركز أبوصوير غموض واقعة مقتل صيدلى داخل مزرعته بدائرة مركز أبوصوير.
وكان اللواء على العزازى مدير أمن الإسماعيلية، تلقى إخطارًا من اللواء محمود خليل مدير المباحث، يفيد بالعثور على جثة صيدلى يدعى "السيد.ع.ص" صيدلى - داخل مسكنه بالمزرعة الخاصة به الكائنة بدائرة مركز أبوصير، مقتولاً بسكين فى رقبته وأخرى فى صدره، وسرقة بعض محتويات الشقة، وتحرر عن الجريمة المحضر رقم 6136 لسنة 2016 جنايات مركز شرطة أبوصوير .
على الفور تم إخطار اللواء سيد جاد الحق مساعد أول وزير الداخلية ورئيس مصلحة الأمن العام، الذى أمر بتشكيل فريق بحث على أعلى مستوى لكشف غموض الواقعة، والقبض على القاتل وتقديمه للعدالة.
على الفور تم تشكيل فريق بحث برئاسة العميد محمود فاروق رئيس المباحث الجنائية، ضم ضباط إدارة البحث الجنائى وفرع البحث بفرقة شرطة الغرب تنسيقاً وفرع الأمن العام بالإسماعيلية، المقدم فهمى عبد الصمد رئيس مباحث أبوصوير ومعاونيه .
أُوكل إليهم إجراء التحريات السرية اللازمة وتنشيط مصادر المعلومات، وتكثيف الجهود الأمنية لكشف غموضها، ووضع خطة عمل لحصر دائرة علاقات المجنى عليه وخلافاته ومعاملاته المالية، وفحص العاملين بالمزرعة السابقين والحاليين ومعاملاتهم التجارية والمالية للعمل على سرعة تحديد وضبط مرتكبيها، واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم.
وبجمع المعلومات وإجراء التحريات فقد توصلت الجهود إلى أن مرتكب الواقعة المتهم "سمير.س.ج"، 33 سنة موظف قطاع خاص مقيم عزبة الهجانة ــ حلوان ــ القاهرة، سبق اتهامه فى (3) قضايا بتهم "سرقة، نشل"، آخرها القضية رقم 4137 لسنة 2007 جنح المنشية ــ الإسكندرية، بتهمة "نشل" ومطلوب التنفيذ عليه فى القضيتين رقمى 33473 لسنة 2009 جنح حلوان ــ القاهرة، والمحكوم عليه فيها بالحبس سنة بتهمة "تبديد"، والقضية رقم 1234 لسنة 2014 جنح المنتزه ــ الإسكندرية، والمحكوم عليه فيها بالحبس سنة بتهمة "مبانى".
على الفور تم إعداد عدة أكمنة بأماكن تردد المتهم سالف الذكر تمكن أحدها من ضبطه، وبمواجهته بقرار النيابة العامة وما ورد من معلومات أكدتها التحريات.
اعترف المتهم بارتكابه الواقعة وقتل الصيدلى بقصد السرقة، والاستيلاء على المسروقات خاصته وهى عبارة عن (هاتف محمول، وشاشة تليفزيون، جهاز حاسب آلى محمول "لاب توب")، مضيفًا أنه كان يعمل لدى المجنى عليه كحارس للمزرعة، وطرده المجنى عليه مالك المزرعة منها منذ حوالى سنة، لارتكابه بعض وقائع السرقات حال عمله بها، كما روى فى اعترافاته أنه مر بضائقة مالية فأقدم على التفكير فى ارتكاب الحادث والاستيلاء على متعلقات المجنى عليه، وقرر صباح الجمعة الموافق 22/7/2016، بعد أن اختمرت فكرة قتل وسرقة المجنى عليه برأسه قاصداً استراحة المجنى عليه وقام بالدلوف داخلها وجمع المسروقات، وحال ذلك فوجئ بالمجنى عليه فانهال عليه بالضرب طعناً بعدة ضربات قاتلة بالصدر والرقبة والرأس بالاستعانة بـ(3) سكاكين من مطبخ الاستراحة تاركاً سكيناً منغرساً برقبته وآخر بصدره وأخرى أسفل الكرسى.
وبعد أن تأكد من مقتله قام بجمع المسروقات ومفاتيح الاستراحة وأغلق الاستراحة من الخارج، وحمل المسروقات إلى مدينة الإسماعيلية وتركها لدى صديقه "شريف.ج.أ"، 25 سنة، فرد أمن بجامعة قناة السويس ــ مقيم أمام مجمع المحاكم بالإسماعيلية ــ دائرة قسم ثان الإسماعيلية، حيث تم إعداد مأمورية فى حينه، حيث تم ضبطه، وبمواجهته أرشد عن كرتونة بداخلها المسروقات الخاصة بالمجنى عليه المشار إليها بعالية كان محتفظاً بها بمسكنه.
وقال القاتل فى التحقيقات، إن الشيطان هو السبب لأنه دلنى على الانتقام من الصيدلى بعد أن طردنى من المزرعة المملوكة للقتيل، وقطع عيشى بسبب واقعة سرقة، وأنا ندمان على اللى حصل كله.