"شروق " زوجة شابة وجها مشرق وابتسامتها تدخل القلب، وكأن القدر ارد ان يكون لصاحبة الاسم بصمة فى قلب المحيطين بها قبل رحيلها وهى فى مقتبل العمر، فكانت بنت محافظة الشرقية عروس لم تكمل إلا اشهر قليلة من الزواج، وفى للانتظار وصول مولودها الاول، إلا ان الاهمال الطبى والاستهتار سطر اسمها فى سجلات ضحايا الاهمال، وتزهق روحها هى وجنينها بسبب خطأ فى تشخيص الاطباء وعدم سرعة انقاذها.
أزمة صحية تؤدى بحياة الزوجة الشابة
و تقول الحاجة هوايد السيد محمدى، من الزقازيق محافظة الشرقية، والدة الضحية شروق فاروق شفيق 22 سنة طالبة ليسانس الاداب ، اننى ارملة افنيت كل عمرى بعد وفاة الاب لتربية شروق واخواتها الاربعة، وعانت كثير، إلا ان الله قدرنى على اتمام تعليمهم، وابنتى "شروق "، كانت هى بسمة حياتى وسندى فى ظل الظروف الصعبة .
مضيفا ان بداية كانت يوم 25 يوليو الماضى، حيث ابنتى كانت جالسة معى بالمنزل بصحبة زوجها، وغافلت النوم قبل ميعاد طبيب النسا، حيث كانت متوجه لمتابعة الحمل العادية لكونها فى الشهر السادس، وكان الجنين حالته جيدة وهى صحتها جيدة جدا، إلا ان زوجها عندما حاول ايقظها وجدها غائبة عن الوعى، ظننا انها من مضعفات الحمل، وتوجهنا إلى استقبال مستشفى الجامعة .
اهمال واستسهار الأطباء
و يكمل محمد احمد العربى 32 سنة ، زوج الضحية " شروق فارق "، حملتها وتوجهت بها استقبال مستشفى جامعة الزقازيق، وهى غائبة عن الوعى، بعد حجزها لمدة داخل الاستقبال فقال اللاطباء " دى حامل روحوا استقبال النسا "، توجهنا للمبنى المجاور، وبتوقيع اطباء الكشف على الجنين والنبض والضغط، قالوا ان الحمل سليم ومفيش والجنين وضعة جيد ، "ارجعوا للاستقبال الطوارئ بقسم الباطنة "، رجعنا للأطباء مرة اخرى معظمهم من حديثى التخرج ولا يوجد طبيب استشارى، لتشخص الحالة، وبعد عدة ساعات، خرجت كمية الدماء من فم زوجتى، على شكل " قئ "، ففسرها الاطباء انه فيرس وانها فى حاجة لعناية مركزة واشعة مقطعية رفضا تقديم اى علاج بحجة حملها، وطلبت منه علاجها على مسئوليتى رفض ، قالى الطبيب خد مراتك روح بيها مستشفى التيسير الخاص، احنا مش عندنا عناية بالإضافة انها حامل مش نقدر نعملها اشاعة مقطعية، فاندهشت قولت له يا دكتور مش المفروض حضرتك نتسق لينا عناية طالما مش موجود عنكم، رد قالى دور على العيان بتاعك بنفسك، وكتب تقرير ، توجهت بيها لمستشفى التيسير الخاص، ظلنا اكثر من ساعتين فى الاستقبال دون علاج او احتجاز ورفض الاطباء بحجة ان مالهاش علاج .
12 ساعة انتظار دون علاج
و يكمل طارق فارق 20 سنة شقيق المجنى عليها، ظلنا من الساعة 8 إلى الساعة 3 فجر فى المستشفيات نبحث عن علاج، والاخر قمنا بنقلها مستشفى الاحرار فى 8 صباحا، فى البداية رفضت الحالة واكدت انها مسئولية الجامعة إلا اننا توسلنا اليهم، وتم حجزها فى عناية مركزة، تم اجراء عملية ولادة قصيرية لجنين والذى ظل فى الحضانة لعدة ساعات وتوفى، وظلت هى يومين فى العناية تعانى من جلطة فى المخ وتوفيت بعدها يوم 28 يوليو .
مضيفا اننا قمنا بتحرير محضر بالشرطة رقم 5273 لسنة 2016 ادارى قسم ثانى، ضد ادارة مستشفى الجامعة والتيسر الخاص، بتهمة الاهمال فى اسعاف شقيقتى .
و اشار شقيق المجنى عليها، انه لو كان يوجد طبيب متخصص فى الاستقبال، وشخص الحالة بالمظبوط وانها جلطة، كانت تم علاجها، وربما انقذت حياتها هى وجنينها، لكن يتم ترك الاستقبال لحديثى التخرج الذين لا مازالت خبرته ضعيفة جدا، مما يؤدى لكوارث كبيرة .
و اختتمت الام المكلومة حديثها وعينها تدمع قائلا " انا عايزه حق بنتى، كل طبيب يراعى ربنا فى عمله، ولازم يكون فية طبيب استشارى فى كل قسم للإنقاذ مثل هذه الحالات الصعبة، مش يبسوا الحالات لدكاترة عيال مش فهمين حاجة ، وتضيع صيبة حلوة، حسبى الله ونعم الوكيل " .