"تربيت فى بيت فى مصر القديمة وسط تجار مخدرات وكبرت لاقتنى بأمارس نفس المهنة وبقيت شاطر فيها كمان لكن مطولتش لانى اتحبست وأنا عمرى 17سنة واتحكم عليا بـ15 سنة سجن اتحرمت فيهم من الحياة ومتاعها"
هكذا بدأ محمد الشهير بـ"بسبوسة" حديثه لـ"انفراد"، وأضاف: ظروفى البيئية والمحيطة هى من جعلتنى مجرما كنت أعيش فى منزل شبه منهار ومحاط بتجار المخدرات حتى أننى كنت استنشق رائحة الحشيش والمخدرات بدلا من استنشاق الهواء، غير أنى من أسرة مكونة من 5 أفراد و فقيرة لا تملك مالا، فلجأت لبيع المخدرات بعد ما أقنعنى من عدد من أصدقاء السوء بأنها ستكون سببا للثراء بل وأقنعونى بتذوق الحشيش والمخدر ولم ينتظروا طويلا فجهلى لم يترك لى التفكر وتعاطيت حتى أصبحت بائعا ومدمنا فى آن واحد.
واستطرد بسبوسة: وصلت إلى السجن فلم أجد من يعيلنى وأنا بداخله فأسرتى فقيرة لم تملك تكاليف زيارة لسجن وادى النطرون.. أنا كنت انتظر الزيارة وأحمل الحقائب للمساجين التى اتت لهم زيارة مقابل السجائر أو مبلغ يساعدنى داخل محبسى فى تناول الشاى أو طعام من كافتيريا السجن ولم يبعدنى السجن عن تناول الحشيش المهم أننى عانيت فى السجن 7 أعوام بعد استئنافى على حبسى 15 عاما.
وتابع: خرجت من السجن لأجد نفسى مشردا بلا شهادة ولا عمل وهنا جمع لى إخوتى مبلغ صغير اشتريت به لعب أطفال وبدأت فى بيعها داخل محطات المترو إلى أن جمعت مبلغا استطعت به الزواج من جارتى التى تقبلتنى على ما أنا فيه رغم أنها حاصلة على دبلوم تجارة وكافحت زوجتى معى داخل أوضة لا تدخلها الشمس بقرية وأخفيت عن الجميع أنى أتعاطى المخدر وعندما علمت زوجتى حاولت كثيرا معى حتى أتوقف لكنها فشلت فى إقناعى.
وتابع: ألقت الشرطة القبض على أثناء بيعى لعب الأطفال داخل إحدى محطات المترو وصادرت بضاعتى وأصبحت بلا مورد وظللت أبحث عن عمل دون جدوى، فالجميع ردد "رد سجون" والآن أصبحت أبا لطفلة وطلب كثيرون منى أن أعود لبيع المخدرات لكن لأنى ذقت مرارة السجن رفضت.
واختتم بسبوسة حديثه: كل ما أتمناه أن أجد من يساعدنى فى علاجى من الإدمان الذى يستنزف جزءا كبيرا من دخلى وقتما كان لى دخل كما أطلب المساعدة فى توفير فرصة عمل شريفة أنفق من عائدها على ابنتى وزوجتى.