الواقع والحقيقة يؤكدان أن حوادث القطارات دائما ما يكون المسؤول عنها هو العنصر البشري سواء سائق القطار أو عامل المزلقان، حيث أن القطارات لا تنقلب من نفسها أو تحرق نفسها بنفسها، ما يؤكد الى ضرورة تطوير العنصر البشري ورفع كفاءته، لإن جميع أجهزة الدولة تدفع فاتورة التراكمات السلبية فى الجهاز الإداري .
"عامل المزلقان" أو ما يعرف بـ"عامل التحويله" يعد العنصر البشرى الأول والأخير فى كل حوادث القطارات الذى يقع على عاتقه الإهمال الجسيم فى مثل تلك الحوادث المفجعة، وكأنه المسئول الأول والأخير دون النظر لأي مسئول أخر دون سائق القطار .
تخرج تصريحات المسئولين دائماَ عقب كل حادثة كى تؤكد أن "عامل التحويله" هو المتسبب فى الخطأ الجسيم المؤدى الى الحادث أو الكارثة، على الرغم أن عامل التحويله عادة ما ينكر صلته بالواقعة خلال تحقيقات النيابة العامة فى مثل تلك القضايا، حيث تعتبر "المزلقانات" هى المتهم الرئيسى فى أغلب حوادث السكة الحديد، والتى أودت بحياة المئات حتى الآن، ورغم الكم الهائل للدماء التى تنزف بسبب المزلقانات، إلا أنه لم يتم اتخاذ اجراءات الحاسمة والرادعة لتجنب تكرارها او الحد منها حتى الان.
هيئة السكك الحديدية، كشفت أن عام 2015، شهد وقوع 158 حادثا في السكة الحديد، في 20 محافظة، وراح ضحيتها 149 قتيلًا، و114 مصابًا، وذلك عبر الخطوط والمزلقانات، التي يعبرها المواطنين، معرضين أرواحهم للخطر.
"انفراد" ترصد لكم فى هذا التقرير أشهر ستة حوادث قطارات في القرن الواحد والعشرين بمصر، لعل التَذكِره تدفع الدولة لإتخاذ إجراءات أكثر فاعلية من إقالة مسئول وإحالة عامل للتحقيق.
حادث قطار العياط..واغتيال فرحة العيد
منذ 3 أيام تقريباَ، وقع حادث قطار العياط الذى أودى بحياة 5 أشخاص وإصابة 27 آخرين فى الرحلة رقم 80 المتجه من القاهرة إلى الصعيد، صباح الأربعاء الماضى، حيث 3 عربات من القطار انقلبت، ونقل المصابين إلى المستشفى المركزى بالعياط والبدرشين لتلقى العلاج، وتنوعت الإصابات ما بين كسور وكدمات بعضها خطيرة، والبعض الآخر حالته مستقرة.
وقررت النيابة العامة، حبس سائق قطار العياط وعامل التحويلة 4 أيام على ذمة التحقيقات؛ لاتهامهما بالتسبب فى انقلاب القطار ووفاة 5 أشخاص وإصابة العشرات.
حادث قطار الصعيد عام 2002
مصرع أكثر من 350 شخصاً وإصابة نحو 90 آخرين بحروق خطيرة في القطار رقم832 المتجه من القاهرة إلي أسوان، اندلعت النيران بإحدى عرباته في الساعة الثانية من صباح يوم 20 فبراير 2002 م، عقب مغادرته مدينة العياط عند قرية ميت القائد.
قال الناجون أنهم شاهدوا دخانا كثيفا ينبعث من العربة الأخيرة للقطار، ثم اندلعت النيران بها وامتدت بسرعة إلي باقي العربات الأخيرة، والتي كانت مكدسة بالركاب المسافرين لقضاء عطلة عيد الأضحى في مراكزهم وقراهم في صعيد مصر .
حادث قطار قليوب عالم 2006.
مصرع 58 شخصًا وإصابة 143، وقع الحادث بمدينة قليوب، عندما اصطدم قطاران كانا يسيران على نفس الخط أحدهما قادم من المنصورة وآخر من بنها.
وأفاد مصدر أمني أن موظف الإشارة في قليوب لم يعط الإشارة للقطار القادم من المنصورة للتوقف في الوقت المناسب، ليصطدم بقطار بنها من الخلف.
واشتعلت النار بمقدمة قطار المنصورة، وانقلبت العربات وتحول بعضها إلى كومة من المعدن المتشابك, وذكر أحد الشهود أن البعض حاول تحذير سائق قطار بنها بأن هناك قطارا آخر قادما، فتحرك السائق لمسافة 15 متراً قبل وقوع الاصطدام .
حادث قطار العياط 2009
مصرع أكثر من 30 شخص وإصابة 58 آخرين إثر حادث اصطدام القطار القادم من القاهرة إلى أسيوط بقطار الفيوم القادم من الجيزة.
حادث قطار منفلوط عام 2012
مصرع نحو 48 تلميذاً وإصابة 18 آخرين على قضبان مزلقان قرية المندرة التابعة لمركز منفلوط بمحافظة أسيوط إثر اصطدام قطار رقم 165 القادم من أسيوط إلى القاهرة بحافلة مدرسة دار حراء الخاصة, كانت تمر على شريط القطار في نفس لحظة مرور القطار.
حادث قطار البدرشين الحربي 2013
مصرع 19 شخصًا وإصابة ما لا يقل عن 117 آخرين، في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، إثر خروج العربة الأخيرة من قطار مجندين عن القطبان عند مزلقان أبو ربع بالبدرشين، محافظة الجيزة.
قطار البدرشين الحربي، كان يقل حوالي 1328مجنداً من قوات الأمن المركزي من مواليد عامي 1992 – 1993.
القاسم المشترك بين جميع الحوادث هو قيام مجموعة من المسئولين بالتوعد بتقديم مجموعة أخرى للمحاكمة، وقيام مجموعة أخرى بالتوعد بإقالة مجموعة أخرى، ويبقى الحال على ماهو عليه، حيث لم تختلف تصريحات المسئولين كثيراً بعد هذه الحوادث، المبررات ذاتها كانت هى الأسرع حضوراً أما تحقيقات النيابة فى مسببات الحادث، والبطل نفسه كان شاهداً على الإهمال، فبين شهادات الشهود، وجمع الأدلة اتضح أن عامل "التحويلة" ترك الكشك، كالعادة، ولم ينظر أحدهم وقتها فى حل آخر لعمال التحويلة، وبقى الكشاك المتهالك كما هو عليه، ليحصد أرواحا أخرى فى نفس المكان.
