يبدو أن حقبة التسعينيات من القرن المنصرم التى شهدت عشرات العمليات الإرهابية تطل برأسها من جديد عقب قيام ثورة الـ30 من يونيو، من خلال استخدام الدرجات البخارية فى الأحداث والاغتيالات التى تقع على يد الجماعات الإرهابية المسلحة.
وتسعى تلك الجماعات الإرهابية الى كسر هيبة الدولة عن طريق هذه الآداة التقليدية حيث يتحول منفذ هذه العمليات الجبانة إلى فأر يسعى للهرب، ويرجع الاعتماد على تلك الدراجات البخارية باعتبارها الخيار الأمثل لقدرتها على المناورة والإنطلاق السريع وسط الزحام المرورى الذى تعانى منه العاصمة .
"انفراد" ترصد أبرز العمليات الإرهابية التى وقعت على يد الجماعات المسلحة من خلال إستخدام الدرجات البخارية .
وقائع تمت بإستخدام الدراجات
شرطة "المرازيق"
قام المسلحين الثلاثة الذين نفذوا الهجوم على شرطة "المرازيق" بمركز البدرشين ، استخدموا دارجة بخارية، وفور انتهائهم من إطلاق النيران على قوات الأمن وسرقة متعلقاتهم، وفروا هاربين، وأنهم تخلصوا من الدراجة البخارية على بعد حوالى 5 كم من مكان الواقعة.
إن ملثمين يستقلان دراجة بخارية قاما بالهجوم على الكمين ونفذوا العملية الإرهابية التى أدت إلى مقتل أمين الشرطة وإصابة زميليه، عن طريق إطلاق وابلاً من الأعيرة النارية من أعلى الدراجة باستخدام أسلحة آلية، ومن ثم فروا إلى منطقة زراعية.
اعلى محور 26 يوليو
قام مجهولون يستقلون دراجة بخارية، بإطلاق النيران على سيارة تابعة لقوات أمن الجيزة تقل عدد من المجندين أثناء سيرها أعلى محور 26 يوليو بمنطقة ناهيا دائرة قسم شرطة كرداسة ، حيث بادلتهم أفراد القوة إطلاق الأعيرة النارية، مما دفعهم للهرب بالزراعات المتاخمة للطريق
استهداف كمين المنوات باستخدام الدرجات البخارية
كما أطلق، مجهولون النار تجاه كمين المنوات بمنطقة سقارة بالجيزة، وفروا هاربين، مما أسفر عن وفاة 4 من رجال قوات الأمن، وقال اللواء خالد شلبى نائب مدير مباحث الجيزة، أن كمين المنوات القريب من منطقة سقارة الأثرية تم استهدافه برصاص ملثمين يستقلان دراجة بخارية، وأن الملثمين استهدفا سيارة شرطة تابعة لنقطة تأمين المنطقة الأثرية، مما أسفر عن استشهاد أفراد الشرطة.
اغتيال المقدم وائل طاحون رئيس مباحث قسم المطرية
وجاءت عملية استشهاد كل من العقيد وائل عاطف عبد المجيد طاحون الضابط بقطاع مصلحة الأمن العام، والمجند إبراهيم محمد المنشاوى، بنفس الطريقة، وهى قيام مجهولين يستقلان دراجة بخارية بإطلاق أعيرة نارية تجاه السيارة التى يستقلانها حال سيرها بمنطقة عين شمس بالقاهرة.
وبتاريخ 28 يناير 2014، اغتيل اللواء محمد سعيد، مدير المكتب الفنى بوزارة الداخلية
وجاءت عملية استشهاد اغتيل اللواء محمد سعيد، مدير المكتب الفنى بوزارة الداخلية، بعد استهدافه عن طريق شخصين يستقلان دراجة بخارية، بمنطقة فيصل، أودت بحياته.
حادث كنيسة العذراء بالوراق
وبتاريخ 20 أكتوبر 2013، تم تنفيذ حادث كنيسة العذراء بالوراق، بعد قيام أشخاص يستقلون درجات بخارية باستهداف عرس مسيحى، تسبب فى مقتل 5 أشخاص لقوا مصرعهم نتيجة الحادث .
كمين المنوات المرة الاولى
وبتاريخ 28 سبتمبر 2015، استهداف كمين المنوات باستخدام الدرجات البخارية كما أطلق، مجهولون النار تجاه كمين المنوات بمنطقة سقارة بالجيزة، وفروا هاربين، مما أسفر عن وفاة 2 من رجال قوات الأمن .
الواقعة الأبرز يشار الى أن التنظيمات الإرهابية فى السابق استخدمت الدرجات البخارية فى عمليات اغتيالات الشخصيات العامة وبعض ضباط الجيش والشرطة، واستخدمت فى التسعينيات فى عملية اغتيال رفعت المحجوب، رئيس مجلس الشعب الأسبق.
قرار الحكومة لم يحد من مخاطر الدرجات البخارية فى تنفيذ العمليات الإرهابية
فى فبراير 2014 قرر مجلس الوزراء، بتكليف وزارة المالية بمنع استيراد الدراجات البخارية كاملة الصنع والتوك توك لمدة عام، كما تضمن قرار مجلس الوزراء منع استيراد المكونات الإنتاجية لمدة ثلاثة أشهر للدراسة.
وأضاف بيان صادر عن مجلس الوزراء، أنه تم وضع ضوابط صارمة من قبل وزارة الداخلية تطبق عند شراء وترخيص أية دراجات بخارية جديدة، مع السماح بمهلة مؤقتة لمدة أسبوعين للمالكين الحاليين للدراجات البخارية والتوك توك لتوفيق أوضاعهم فيما يتعلق بالترخيص.
مرونة فى الحركة
من جانبه قال أسامة الزينى، الخبير الأمنى، أن مصر تعيش فوضي انتشار الدراجات النارية، مؤكداَ أن اخطر طرق الاغتيال تتم بواسطة الدراجات النارية لأنها تظهر وتختفي بشكل مفاجئ وتتمتع بمرونة الحركة وتدخل إلي شوارع ضيقة، وتنتقل من مكان لآخر، ومن منطقة لأخري سريعا.
وأضاف "الزينى" فى تصريحات صحفيه، أن هناك طرق متعددة لتنفيذ تلك العمليات الإرهابية عن طريق الدرجات البخارية من خلال ترك الجناة الدراجة المستخدمة في العملية واستخدام أخري علي بعد عدة شوارع في الهروب كنوع من التمويه هذا بجانب أن الجناة دائما ما يرافقهم فريق آخر للتغطية عليهم كما أن الضحية في الأغلب ما يكون داخل سيارته.
وفى السياق ذاته، قال حسام شاهين، الخبير الأمنى، أن استخدام الدرجات البخارية يحتاج إلى قدر من المتابعة من إدارات المرور، لأن استيراد تلك المركبات من الصين وبعض الدول الأسيوية جعلها فى متناول الجميع، وهو ما أدى الى التحرك داخل الشوارع والميادين بشكل عشوائى يمثل خطورة كبيرة على المجتمع بأثره .
وأضاف "شاهين" أن أغلب العمليات الإرهابية كانت من خلال هذه المركبات، ومنع الإستيراد قد يساهم فى ضبط استخدامها، بتشديد التراخيص على المركبات التى تعمل بدون لوحات معدنية، ولا يستخدم المركبة شخصان، وهذا يحد من تلك العمليات، لكن وجود اثنين على الدراجة البخارية يساعد فى ضرب الهدف من أفراد الأمن، وهذا أمر فى منتهى الخطورة كما يجب ان يوضع به جهاز تتبع " جى بى اس " .