اللجوء إلى المشعوذين وقارئى الطالع ظاهرة تجتذب الناس بمختلف أطيافهم، سواء من المواطنين العاديين أو حتى المشاهير ، فمعرفة المستقبل والاطلاع على الغيب وأسراره أمر يداعب خيال البشر منذ قديم الأزل حتى الآن، معنى الدجل وأصبح معناهما " خداع بالإيحاء لكسب المال" ، ولهذا يخشى الدجالين او المشعوزين بان يطلق عليه الناس "دجال" فيفضل أن يوصف بكلمات أخرى مثل "شيخ" أو "روحاني" أو "عارف بالعلوم" .
وللأسف ما تزال هذه الظاهرة منتشرة ومزدهرة، وبالرغم من حرص الناس على إخفاء هوسهم بالدجالين والمشعوذين فإن استمرار الإقبال على الدجالين، ودفع أتعاب طائلة لهم يغذى هذه الظاهرة، ويدفعها لمزيد من الانتشار.
والقضية اليوم هى قضية نشاهد اعلانتها على شاشات التلفزيون كل يوم بالعلم ان بلاد المغرب العربى مشهورة بالسحر والسحرة والدجالين ، حيث تم القبض على المعالج الروحانى الشيخ "عبد الإله.أ.ت" المعروف بـ الشيخ أحمد التيجانى المغربى ، المتهم بالنصب على عدد من المواطنين، بعد استقطابهم عن طريق الإعلانات التليفزيونية التى تروج لنشاطه، وتقاضى مبالغ مالية ضخمة منهم مقابل علاجهم روحياً، كما يدعى وتجيل اوى جلسات محكمتة الى 27 ستمبر المقبل .
وكشفت التحقيقات أن المتهم اتخذ اسما مستعارا لنفسه، وصور إعلانات تروج لنشاطه، وأدعى خلالها قدرته على علاج مشاكل العقم لدى الرجال والعقر لدى السيدات، فضلا عن قدرته على رد المطلقات لأزواجهم وتزويج العانس وجلب الحبيب، وأذاع تلك الإعلانات عبر عدد من القنوات التليفزيونية على القمر الصناعى "نايل سات"، بمقابل مادى قدره 3000 آلاف جنيه لجلسة العلاج الواحدة.
وأضافت التحقيقات التى باشرها المستشار محمد البنان، تحت إشراف المستشار على محجوب رئيس النيابة، أن مباحث الآداب تلقت بلاغات من عدد من المواطنين أفادوا فيها بتعرضهم للنصب على يد الشيخ سالف الذكر، وتقاضيه مبالغ مالية ضخمة منهم مقابل حل المشاكل التى يعانون منها، وبالتحرى ثبت صحة أقوال المبلغين، وعليه تم إخطار النيابة التى أصدرت أمراً بضبه وإحضاره.
واشارت التحقيقات أن أجهزة الأمن أوقعت بالمتهم بعدما استدرجه أحد المصادر السرية بمكالمة هاتفية، ادعت خلالها معاناتها من مشاكل صحية وطلبت منه علاجها، وبالفعل حدد موعد للقائها، إلا أنه فوجئ بقوات الأمن تقتحم منزله وألقت القبض عليه، وبتفتيش المنزل عثر بداخله على أسطوانات مدمجة تحتوى على الإعلانات التى يقوم بإذاعاتها على القنوات للترويج لنشاطه، فضلا عن عدة كتب خاصة بالدجل والشعوذة والسحر من ضمنها كتاب "شمس المعارف"، ومبلغ مالى قدره 6000 جنيه.
واعترف المتهم فى التحقيقات أن الإعلانات التى تتم إذاعتها عبر القنوات خاصة به وبنشاطه، مؤكدا أنه يدفع 1000 جنيه مقابل الإعلان الواحد الذى لا تتجاوز مدته دقيقتين على أكثر تقدير، مؤكداً أن جلسات العلاج التى يجريها للمرضى تتم من خلال الهاتف ولا يقابلهم بشكل مباشر، وأن هدفه من تلك الجلسات علاج المواطنين، مشيرا إلى أن كل جلسات العلاج تتم من بالقرآن الكريم، ولا يستخدم السحر أو الدجل فى أعماله.
وأضاف المتهم أن العلاج الروحانى عبارة عن قراءات من القرآن الكريم والأدعية والصلوات الهدية والاستغاثة بأهل البيت، والقراءة على الماء، وهذه العلاجات خاصة لمن يعانون من عارض روحى ونفسى وبدنى، وأنه كان يمارس العلاج عن طريق سماع شكوى المريض، وطرح الأسئلة عليهم، ويستعين بإجاباتهم فى تشخيص حالاتهم وعلاجهم.
وتابع المتهم أن جلسات العلاجات كانت تستمر من 10 دقائق وحتى نصف ساعة حسب الحالة المرضية، والعلة التى يعانى منها المريض، مشيراً إلى أن بعض الحالات الأخرى كانت تستدعى جلسات علاج مطولة، تستغرق ساعات طوال وأيام متعددة، مؤكداً فى الوقت ذاته أنه لم يكن يلجأ إلى أى طرق غير مشروعة فى جلسات العلاج، وكان يتبع السنة النبوية والقرآن الكريم.