ربما لم يكتب لمحمد حسنى مبارك أن يتنفس الصعداء أو أن يخرج من أروقة المحاكم، وذلك من خلال عودة قضية هدايا الأهرام المتهم فيها وموزه لتطل على الشارع من جديد، عقب إخطار نيابة وسط القاهرة رسميا المتهمين وعدهم 21 متهما أبرزهم الرئيس الاسبق محمد حسنى مبارك ونجليه بموعد جلسة نظر الاستئناف المقدم من نيابة وسط القاهرة الكلية على قرار المستشار محمد عبد المنعم عمارة قاضى التحقيق بألا وجه لإقامة الدعوى ضد المتهمين بتلقى هدايا من المؤسسة، والمؤجلة لجلسة 19 ديسمبر للاطلاع وإعلان المستأنف ضدهم وضم مفردات القضية .
والمتهمون فى القضية رقم 576 لسنة 2012 حصر أموال عامة والمعروفة إعلاميا بـ " هدايا الأهرام " هم كل من "محمد حسنى مبارك رئيس الجمهورية الأسبق، علاء محمد حسنى السيد مبارك، جمال محمد حسنى السيد مبارك، الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء الاسبق الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية الأسبق، الدكتور حاتم الجبلي، وزير الصحة الأسبق، سامى مهران أمين عام مجلس الشعب المنحل ، أبو الوفا رشوان سكرتير الرئيس الأسبق حسنى مبارك، يسرى زكى الشيخ مدير مكتب رئيس مجلس الشعب السابق، أحمد فتحى سرور رئيس مجلس النواب الأسبق، صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى الأسبق" .
وتضم أيضا: "حبيب العادلى وزير الداخلية الاسبق، على أحمد هاشم رئيس مجلس إدارة دار التحرير، أبو طالب محمود أبو طالب، صلاح الغمرى رئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق، حسن حمدي رئيس مجلس النادى الأهلى السابق، إبراهيم نافع، رئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق، عبد المنعم السعيد رئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق، مرسى عطا الله رئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق، محمد عباس مهدى، محمد سامى سعد زغلول الأمين العام لمجلس الوزراء السابق"، فضلا عن الكاتب الصحفى عبد الله كمال الذى سقط عنه الإتهام ضده لانقضاء الدعوى بالوفاة .
تلك القضية التى بدأت أحداثها عقب ثورة 25 يناير 2011، حيث تولى التحقيق فى القضية ما يقرب من ثلاثة مستشارين ابتداء من المستشار ثروت حماد الذى قضى أربعة أعوام متتالية للتحقيق فى القضية يعاونه المستشار باهر بهاء، اللذان استطاعا استرداد ملايين الجنيهات وردها لمؤسسة الأهرام، إلا أن المستشار ثروت حماد اعتذر عن استكمال التحقيقات نظرا لمروره بظروف صحية.
وعقب اعتذار المستشار ثروت حماد، تم تشكيل لجنة برئاسة كل من المستشارين سامى محمود محمود زين الدين الرئيس بالمحكمة والقاضى حمادة السيد محمد عبد الفتاح الصاوى القاضى بالمحكمة والقاضى محمد عبد المنعم رفاعى عمارة الرئيس بالمحكمة ليكون مهمتها تسلم قضايا.
ثم تولى المستشار حمادة الصاوى التحقيق فى القضية لشهور معدودة إلا أنه تركها لانتدابه للعمل كمحام عام ورئيس لنيابات استئناف القاهرة، ليخلفه أخيرًا المستشار محمد عمارة الذى قرر بعد مضى 6 أشهر من التحقيقات أنه لا وجه لإقامة الدعوى بالنسبة لكافة المتهمين فى القضية.
هدايا الأهرام بالأرقام والأنواع التى حصل عليها مبارك ورموز نظامه جاءت كالتالى: بلغت 27 مليونا و942 ألفا و500 جنيه، وذلك خلال الفترة من عام 2006 وحتى عام 2011، يتقدم القائمة الرئيس الاسبق مبارك الذى حصل على هدايا بمفرده خلال تلك الفترة بقيمة 6 ملايين جنيه تقريبا، تليه سوزان مبارك وحصلت على هدايا بقيمة 5 ملايين و758 ألف جنيه، ثم علاء مبارك بقيمة 2 مليون جنيه، ثم هايدى راسخ بقيمة مليون و699 ألف جنيه، ثم جمال مبارك بقيمة 2 مليون جنيه تقريبا، ثم زوجته خديجة الجمال بقيمة مليون و796 ألف جنيه.
وتتضمن تلك الهدايا أيضاَ أحمد نظيف، رئيس الوزراء الأسبق، الذى حصل على هدايا بقيمة 934 ألف جنيه وحرمه التى حصلت على هدايا بقيمة 213 ألفا و500 جنيه، ثم زكريا عزمى، ثم صفوت الشريف.
ورئيس مجلس إدارة صحيفة الجمهورية الأسبق على هاشم، ويسبقه فى المركز قبل الأخير يسرى الشيخ مدير مكتب فتحى سرور، وأيضا يسبقه فتحى سرور ويوسف بطرس غالى الذى حصل على هدايا قيمتها 568 ألف جنيه، وحبيب العادلى وزير داخلية مبارك الأخير وحصل على هدايا بمبلغ مليون و800 جنيه.
كانت هدايا مبارك من مؤسسة الأهرام فى عام 2006 خرافية وغير مسبوقة فى عالم الهدايا للمسئولين فى مصر، حتى وصلت عام 2010 وهو آخر أعوام مبارك بالسلطة إلى اللا معقول، حيث بدأت هدايا الأهرام لمبارك.
ساعة فرنك مولر قيمتها 130 ألف جنيه، وقلم حبر مون بلو بقيمة 5000 جنيه، ومحفظة مون بلة بقيمة 2500 جنيه، و6 كرافتات قيمة الواحدة 1500، و فى عام 2007 فقد حصل مبارك على هدايا من الأهرام بنفس أنواع وعدد وقيمة ما حصل عليه عام 2006، وفى عام 2008 كانت هدايا الأهرام لمبارك عبارة عن ساعة رجالى قيمتها 900 ألف جنيه، وقلم حبر قيمته 18 ألف جنيه، و4 محافظ جلد قيمة الواحدة 7500، و12 كرافتة قيمة الواحدة 36 ألف جنيه، و6 زجاجات برفان قيمة الواحدة 1200 جنيه، وعدد 2 شنطة ويفيتورن قيمة الواحدة 6500 جنيه.
ووصلت أسعار الهدايا فى عام 2010 إلى: ساعة "بلجارى" قيمتها مليون و400 ألف جنيه، ومحفظة جلد قيمتها 8500 جنيه، وقلم مونتجربا قيمته 15 ألف جنيه، و12 كرافتة قيمتها 24 ألف جنيه، وأطقم أزرار قيمتها 70 ألف جنيه، وشنطة جلد قيمتها 15 ألف جنيه، و2 برفيوم قيمتها 3600 جنيه.
وفى آخر أعوام مبارك بالحكم والسلطة عام 2010 كانت هدايا الأهرام قد وصلت إلى "ساعة باتيك بقيمة مليون و150 ألف جنيه، ومحفظة جلد قيمتها 8000 جنيه، و10 كرافتات قيمتها 20 ألف جنيه، و4 اطقم أزرار قيمتها 90 ألف جنيه، وشنطة جلد قيمتها 12 ألف جنيه، و2 برفيوم قيمتهما 3500 جنيه"
بينما زوجته سوزان مبارك حصلت عام 2006 على "ساعة حريمى شانيل بقيمة 80 ألف جنيه، و2 زجاجة برفان بقيمة 800 جنيه للواحدة، ومنديل حرير قيمته 1000 جنيه، وشنطة حريمى قيمتها 3000 جنيه"، وتكررت نفس الهدايا بنفس العدد والقيمة عام 2007، إلا أنه فى هدايا عام 2008 كان هناك طقم بروش ماس بقيمة 750 ألف جنيه، وساعة حريمى بقيمة 650 ألف جنيه، وفى عام 2009 شملت الهدايا طقم بروش ماس بقيمة 700 ألف جنيه، وطقم حلقان ماس بقيمة 160 ألف جنيه، وساعة حريمى رولكس مطعمة بقيمة 650 ألف جنيه، و6 زجاجات برفان قيمتها 18 ألف جنيه، وشنطة حريمى ويفيتون قيمتها 650 جنيه.
وفى آخر عهد سوزان مبارك بلقب السيدة الأولى عام 2011 قبل سقوط نظام زوجها مبارك فقد كانت هدايا الأهرام تشمل "بروش ماس بقيمة 480 ألف جنيه، و2 شنطة حريمى قيمتهما 45 ألف جنيه، و4 مناديل حريمى على الكتف قيمتها 15 ألف جنيه، وشنطة سوداء قيمتها 8000 جنيه، و1 برفان حريمى قيمته 4500 جنيه"، بالإضافة إلى شيك بقيمة مليون جنيه كتبرع لجمعية الرعاية المتكاملة المركزية لدعم الأعمال الخيرية.
أما علاء مبارك فقد حصل على هدايا قيِّمة منها مثلا عام 2006 ساعة فرانك مولر بقيمة 130 ألف جنيه، وفى عام 2007 حصل على ساعة بنفس الموديل والسعر، وفى عام 2008 كانت قيمة الساعة 350 ألف جنيه، وساعة "بلجارى" عام 2010 قيمتها 560 ألف جنيه، وساعة باتيك عام 2011 قيمتها 350 ألف جنيه بخلاف باقى الهدايا المصاحبة والتى شملت كرافتات وأقلاما ومحافظ جلدية وبارفانات ثمينة، فى حين حصلت زوجته هايدى راسخ على هدايا قيمة أهمها طقم ألماس عام 2008 بقيمة 350 ألف جنيه، وآخر بنفس القيمة عام 2009، وطقم كوليه ماس حريمى بقيمة 163 ألف جنيه عام 2010، وآخر بنفس المواصفات والنوعية بقيمة 395 ألف جنيه عام 2011.
أما جمال مبارك الوريث الذى كان منتظرًا لحكم مصر فقد حصل على ساعة فرنك مولر عام 2006 بقيمة 130 ألف جنيه، ومثلها عام 2007، وساعة رجالى بقيمة 350 ألف جنيه عام 2008، ونفس الساعة بنفس القيمة عام 2009، وساعة بلجاى بقيمة 560 ألف جنيه عام 2010 وأخرى بلجاى بقيمة 175 ألف جنيه عام 2011، هذا بخلاف الأقلام والمحافظ والكرافتات.