المشير محمد على فهمى، اسم لا يعرفه الكثيرون من أبناء الشعب المصرى خاصة جيل الشباب، وعلى عادة التاريخ والمؤرخين دائماَ ما تذكر الوجوه الظاهرة كى ينسب لهم الأعمال البطولية .
صاحب هذا الإسم أنشأ حائط الصواريخ فى حرب أكتوبر، التى كانت من الأسباب الرئيسية فى نصر أكتوبر، فهو مهندس معركة الدفاع الجوى فى حرب أكتوبر.
شارك المشيرفهمي في الحرب العالمية الثانية، وحرب 1948، وحرب 1956 وحرب 1967 ،وحرب الاستنزاف ،وحرب 6 أكتوبر 1973.
ولد محمد على فهمى فى شهر أكتوبر 1920، حيث كان قائدا لقوات الدفاع الجوى المصرى فى 23 يونيو عام 1969، وظل قائدا للدفاع الجوى أثناء حرب الاستنزاف ثم حرب أكتوبر 1973، وفى نهاية حرب أكتوبر 1973، تولى محمد على فهمى رئاسة أركان حرب القوات المسلحة عام 1975.
وفى عام 1978 اختاره الرئيس الراحل محمد أنور السادات، مستشارا عسكريا له، وقام على فهمى بدراسة أسباب نكسة 1967، والدروس المستفادة منها ثم أعاد تأهيل الجندى المصرى معنويا وجسمانيا وذهنيا، وقام بإنشاء نظام دفاع جوى جديد فى منطقة الجيشين الثانى والثالث بالجبهة، وبناء حائط الصواريخ الذى أدى إلى ابتعاد طائرات الاستطلاع الإسرائيلية شرق القناة إلى مسافات كبيرة.
و قال حاييم هيرتزوج الرئيس السادس لدولة الاحتلال الاسرائيلي فى كتابه "الجولات العربية الإسرائيلية": "لم يكن إنشاء حائط الصواريخ المصرى فى عام 1970 بغرض حل مشكلة المصريين فى حماية قواتهم غرب القناة، وإنما كان تحولا استراتيجيا لم نفهم معناه إلا بعد 3 سنوات فى أكتوبر 1973"، بينما قال عنه هودز رئيس مجلة أسبوع الطيران وتكنولوجيا الفضاء الأمريكية: إنه "مهندس معركة الدفاع الجوى فى حرب أكتوبر" .
فى 9 سبتمبر عام 1971 وبناء على تكليف قوات الدفاع الجوى بمنع العدو من استطلاع القوات البرية شرق القناة، تم تنفيذ العملية "رجب"، حيث أسقطت طائرة استطلاع إلكترونى ضخمة شرق القناة، واحتجت إسرائيل على إسقاط الطائرة الذى أدى إلى فقدانها مجموعة من خيرة ضباطها ومهندسيها.
وفى اليوم التالى قامت إسرائيل بهجمة جوية بقوة 34 طائرة تحمل كل منها صاروخين من طراز شرايك المضادة للرادارات، وتم إطلاق الصواريخ الثمانية والستين على مواقع الدفاع الجوى غرب القناة، وأعلنت إسرائيل أنها دمرت قوات الدفاع الجوى فى الجبهة، ولكن كانت الخسائر المصرية لا شىء تقريبا فلم تحدث أى خسائر فى الأفراد أو المعدات.
لم يتوقف الرجل عند هذا الحد، فاستمر فى أعمال التطوير حتى أكتوبر 1973، وفى وقت قياسى استطاع تأسيس سلاح الدفاع الجوى الذى لعب دورا حاسما فى المعارك، وبعد نهاية حرب أكتوبر،1973 تولى المشير محمد على فهمى رئاسة أركان حرب القوات المسلحة وذلك فى عام 1975.
وفى 4 أكتوبر1993 أصدر الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك قرارا جمهوريا بترقيته إلى رتبة مشير، تقديرا للدور البطولى الذى قام به فهمى فى حرب أكتوبر المجيدة كقائد للدفاع الجوى .