1168 يوما ومازالت دماء جنود مصر الذين قضوا نحبهم وارتقوا شهداء فى "مذبحة رفح الثانية"، على يد الإرهاب الأسود بتاريخ 19 أغسطس 2013، تطلب القصاص من القتلة، غير أن هذه المدة لم تكن كافية بتقديم المتورطين فى ارتكاب الجريمة لـ"المشنقة".
ويستعرض "انفراد" مصير الطعن المقدم من "حبارة" وإخوانه المتورطين فى قتل جنود مصر، المطالب بإلغاء عقوبة إعدامهم فى القضية، حيث حددت يوم السبت الماضى، جلسة 10 ديسمبر المقبل للحكم فيه.
وقال الدكتور أحمد مهران أستاذ القانون العام مدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، أن محاكمة حبارة تحتمل سيناريوهان لا ثالث لهما، الأول هو أن تقضى محكمة النقض بقبول الطعن شكلا ورفضه موضوعا، استنادا إلى انتفاء الأسباب الموضوعية المحددة فى القانون على سبيل الحصر لقبول الطعن وهى الفساد فى الاستدلال أو القصور فى التسبيب أو الإخلال بحق الدفاع أو مخالفة القانون، وفى هذه الحالة سوف يصبح الحكم بات واجب النفاذ ويتم إعدامه.
وأضاف الدكتور مهران أن السيناريو الثانى يكمن فى قبول المحكمة الطعن شكلا وفى الموضوع بنقض الحكم، ثم تتحول محكمة النقض من محكمة قانون إلى محكمة موضوع، وتلتزم محكمة النقض فى هذه الحالة بنص القانون وتصدر حكما فى القضية.
وكان "حباره" قد تقدم بطعن أمام محكمة النقض التى نظرت أولى جلساته بتاريخ 22 أكتوبر، وأوصت نيابة النقض خلالها بقبول الطعن وإلغاء عقوبة الإعدام ونظر القضية من جديد، حتى حددت جلسة 10 ديسمبر المقبل لإصدار الكلمة النهائية.
على مدار 3 سنوات و72 يوما تداول القضاء قضية "مذبحة رفح الثانية"، المحال على ذمتها للجنايات القيادى الجهادى "عادل حبارة"، و34 متهما آخرين، من بينهم متهم فلسطينى الجنسية، انتهت إلى معاقبته و6 إرهابيين بالإعدام شنقا لإدانتهم بقتل جنود مصر فى محاكمتين مختلفتين أمام دائرتين جنائيتين.
بيد أن محكمة النقض كانت صاحبة القرار النهائى فى كل محاكمة، باعتبارها درجة التقاضى الأعلى بعد الجنايات، حيث قضت فى المحاكمة الأولى بإلغاء عقوبة الإعدام وإعادة القضية أمام الجنايات من جديد، وعقب إدانة المتهمين أمام الدائرة الجنائية الجديدة لجأت هيئة الدفاع للطعن أمام "النقض" ملاذهم الأخير.
43 جلسة مرت حتى الآن منذ وقوع المذبحة عقب 5 أيام من قيام الأجهزة الأمنية، بفض اعتصامى أنصار الرئيس الأسبق الدكتور محمد مرسى، بميدانى نهضة مصر ورابعة العدوية، كانت كفيلة بكشف أسرار قتل 25 مجندا بقطاع الأمن المركزى كانوا فى طريقهم إلى معسكر الأحراش بشمال سيناء.