الواقع والحقيقة يؤكدان أن لجنة استرداد الأموال تبذُل قصارى جهدها لإعادة الأراضى المستولى عليها من قبل رجال الأعمال والبلطجية الى حوزة الدولة مرة أخرى، الأمر الذى يجعل أعضاء لجنة استرداد الأموال فى مهمة صعبة وشاقة تصل أحياناَ الى مرحلة الخطورة من خلال تعريض حياتهم الى الخطر فى كثير من الأحيان .
واقعة رجل الأعمال مدحت بركات، رئيس مجلس إدارة شركة بورساليتو للتنمية السياحية، وتعديه على أعضاء لجنة استرداد الأموال بالضرب والسب والقذف تعتبر الواقعة الأبرز للتدليل على صحة ما نقول، ولكن السؤال الذى يطرح نفسه هل تصبح اللجنة لقمة سائغة فى فم البلطجية ورجال الأعمال؟ .
"انفراد" رصد الدور الذى قام به رجل الأعمال مدحت بركات، رئيس مجلس إدارة شركة بورساليتو للتنمية السياحية، من أعمال بلطجة منذ أن سطع نجمه فى مجال المال والأعمال، ففى أواخر عام 2008 شنت الأجهزة الأمنية من خلال حملة موسعة لإعادة أراضي الدولة المنهوبة .
العجيب فى تلك الواقعة التى حدثت فى ذلك التوقيت أن الأجهزة الأمنية كانت على دراية تامة بمدى قوة "بركات" من خلال المساحة التى يتحرك فيها على أرض الواقع بالإعتماد على عدد من العناصر الخارجة عن القانون، الأمر الذى أدى الى استعانة قوات الأمن بالسيارات المدرعة و3 تشكيلات من الأمن المركزي ومجموعة من القناصة للقبض على الرجل .
وبالفعل، تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على رجل الأعمال مدحت بركات، مالك منتحع «وادي الملوك والباشوات» ورئيس مجلس إدارة جريدة الطريق بتهمة الإستيلاء علي أكثر من 6 آلاف فدان من املاك الدولة بغير حق، كما تم ضبط أكثر من 20 من المسجلين خطر و40 قطعة سلاح آلي وناري.
فى تلك الأثناء، عاد الهدوء إلي الطريق الصحراوي عقب إحالة مدحت بركات إلي المحاكمة، وأثناء تداول الجلسات كانت المحكمة تصدر القرارات باستمرار حبسه واستطاع محاميه الإفراج عنه بكفالة 5 ملايين جنيه تم وضعها في خزينة المحكمة.
بعدها أصدر وزير الداخلية الأسبق حينها قراراَ بالقبض عليه لخطورته علي الأمن العام، وقررت المحكمة حبسه وآخر 3 سنوات بتهمة الاستيلاء علي أراضي الدولة و10 سنوات بتهمة التحريض علي قتل خفير، وتم ترحيلهما إلي سجن أبوزعبل «1» بعدها استغل ابقاء المتهمين هشام حداد ووجود مدحت بركات في السجن وقاموا بالاستيلاء علي 100 فدان بالكيلو 52 منتجع وادي الملوك ووضعوا سيطرتهم عليها.
إلا أنه في حالة الأنفلات الأمني الذي شهدته البلاد في جمعة الغضب استطاع بركات الهرب من سجن «أبوزعبل» من بين المساجين الهاربين، بعدها بـ3 أيام ظهر مدحت بركات لأول مرة منذ حبسه في الكيلو 52 مستقلا سيارة جيب وبصحبته بعض البودي جاردات المدججين بالسلاح حيث تم التعامل مع بعض العائلات التي تسيطر علي معظم مساحة الأراضي التي تم حبسه من أجلها.
في ذلك الوقت اعاد بركات ترتيب أوراقه وقرر اعادة الأراضي إليه مرة أخري علي أمل بيعها ومحاولة خروجه من البلاد في ظل الفوضي وذلك بمساعدة المسيطرين علي المنطقة من البودي جاردات والبلطجية والهاربين من الأحكام بمنتجع الباشوات، كما قام بركات بإعادة إصدار جريدة الطريق التي كان يرأس مجلس إدارتها وأصدر عددين ثم توقفت الجريدة منذ جمعة الغضب.
إلا أنه تمكن مدحت بركات الذى كان هارباَ من سجن أبوزعبل بإثارة الذعر بالكيلو 52 واصطحب البلطجية والبودي جاردات وقاموا بإطلاق أعيرة نارية من الأسلحة الآلية لإرهاب عمال أرض مملوكة لأولاد سليمان الأشقر مالك منتجع الثروة الخضراء، حيث قام العمال بالهرب خوفا علي حياتهم واستولي بركات ورجاله علي أرض مساحتها 180 فدانًا وقاموا ببناء أسوار علي معظم المساحة كما وضعوا مواسير مياة وقاموا بزرعها، كما قام البلطجية بسرقة 40 عجلاً من مزرعة رجل أعمال وذبحوا بعضها ووضعوها في ثلاجات احضرها مدحت بركات وذلك حتي يستطيعوا اطعام مجموعة البلطجية والبودي جاردات التي تعيش معهم.
واليوم، أمر المستشار أحمد الأبرق المحامى العام الأول لنيابات أكتوبر ، حبس رجل الأعمال مدحت بركات، رئيس مجلس إدارة شركة بورساليتو للتنمية السياحية، 4 أيام على ذمة التحقيقات، على خلفية اتهامه بالتعدى على أعضاء لجنة استرداد أراضى الدولة أثناء مباشرة مهام عملها .
وأسندت النيابة العامة للمتهم ارتكاب 3 جرائم تمثلت البلطجة والتعدى على أعضاء لجنة استرداد أراضى الدولة أثناء مباشرة مهام عملها، فضلا عن اتهامه بالسب والقذف".
ومن جانبه،أكد بركات في أقواله أمام النيابة العامة أنه لم يكن بعرف هوية أعضاء اللجنة وعند محاولته الأستفسار عن هويتهم وسبب تواجدهم، نشبت بينهم مشادة كلامية، ولم يحدث أن تعدي علي أياَ من أعضاء اللجنة مطلقا، وأنكر "بركات" كل التهم المنسوبة إليه من التعدي علي أعضاء اللجنة، وسبهم وقذفهم، أو ممارسته لأعمال البلطجة.
وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة للوقوف على ظروفها وملابساتها؛ ومن المقرر استدعاء عدد من شهود العيان وأعضاء لجنة استرداد أراضى الدولة لسماع أقوالهم فى الاتهامات الموجهة لـ"بركات" .
البداية كانت حينما تبلغ لإدارة شرطة النجدة من أعضاء لجنة استرداد أراضي الدولة وعدد من المواطنين بتضررهم من مدحت حسنين أحمد حسين بركات 53 سنة وشهرته مدحت بركات " رئيس مجلس إدارة شركة " بور ساليتو " للتنمية السياحية ومقيم 5 شارع المساحة دائرة قسم الدقي وله عنوان أخر بمنطقة وادي الملوك دائرة قسم شرطة الشيخ زايد وآخرين كانوا معه لقيامهم بمنع أعضاء اللجنة من مباشرة أعمالها المكلفة بها بمنطقة وادي الملوك الكائن الكيلو 52 طريق القاهرة إسكندرية الصحراوي ومنع عدد من مالكي الأراضي السابق قيامه بالتصرف بالبيع لهم في تلك الأراضي وذلك من ري أراضيهم كنوع من أنواع البلطجة وفرض السيطرة مما ينتج عنه تلف محاصيلهم ويتسبب في أضرار مالية لهم، وكذا قيام المذكور بالتعدي علي اللجنة بالسب والشتم والتهديد بالإيذاء.