اعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن الانتحاري الذي فجر كنيسة البطرسية امس ويدعى محمود شفيق محمد مصطفى 22 سنة قام بتفجير نفسه بحزام ناسف وهو ما يمكن أن نعتبره أحد الذئاب المنفردة للإخوان .
"الذئاب المنفردة" وتنظيم داعش
الدراسات البحثية تؤكد أن "الذئاب المنفردة" هو نوع من أنواع الفكر الداعشى ويطلق على أشخاص يؤمنون بالفكر التنظيمى الإرهابى، ويقومون بهجمات بشكل منفرد ولم يكن على تواصل معهم وليس مكلفين بالمهمة من قبل قيادات إرهابية وفى الغالب يكونوا أشخاص عاديين وليس لهم أى تحركات أو سلوك عدوانى.
عادة ما يقوم "الذئب المنفرد" بتنفيذ الهجمات الإرهابية بتخطيط من نفسه دون اللجوء إلى التنظيم، مثلما حصل في تبنيه لهجوم باردو في تونس ومطار شارلى ديجول بفرنسا وهجوم أورلاندو في أميركا.
تعريف الذئاب المنفردة
سمى هذا الإسم لأنهم غير مرتبط بديانة أو بجماعة جهادية إسلامية ويمكن أن يشن هجوما مسلحاَ بدوافع عقائدية أو اجتماعية أو نفسية أو مرضية أو سياسية، مثلما فعل شخصين يتبنون التنظيم الداعشى الإرهابى وقاما بتفجير مطار شارلى ديجول بفرنسا والذى أودى بحياة العشرات، واليميني المتطرف أندريه بريفيك في النرويج 2011 حين قتل العشرات احتجاجًا على سياسة بلاده.
أدوات الذئاب المنفردة
واشكال العمليات التى تقوم بها هذه الذئاب :" قنابل ذاتيه الصنع" والتى يقوم بتصنيعها بيده وزرعها فى أماكن مختلفة وتفجيرها عن بعد، واستخدام الحزام الناسف، وهناك من يشن هجوم فردي بسلاح يمكن أن يصنع في المنازل أو يشترى بشكل قانوني، أو تجنيد شخص داخل جهاز في دولة ما لتنفيذ عملية أمنية بتخطيط ذاتى.
الإنتحارى محمود شفيق
التحريات تشير الى أن الإرهابي محمود شفيق محمد مصطفى، الإنتحارى المتهم بتنفيذ عملية الكنيسة البطرسية بالعباسية، والتى أسفرت عن مصرع 23 شخصاَ وإصابة 46 آخرين، هو أحد أهم الذئاب المنفردة التى نشأت وترعرعت داخل البلاد خلال الفترة السابقة .
بدأ الإرهابي محمود شفيق محمد مصطفى من مواليد 10/10/1994 يبلغ من العمر 22 عاما من محافظة الفيوم، حياته منذ صغره اعتاد منذ صغره على ارتياد أحد المساجد يسمى "مسجد السنية"، المعروف عنها نشر الفكر المتطرف من خلال مجموعة من مشايخ السلفية الجهادية بمنشأة عطيفي بمركز سنورس .
ونشأ الإرهابي محمود شفيق محمد مصطفى بعيداَ عن عالم السياسة حتى ثورة يناير 2011، التى كان بمنأى عنها حتى صغر سنه حيث كان يبلغ فى ذلك التوقيت 14 سنه، ومع تطور الأحداث وانتشار التظاهرات والمسيرات فى كل ربوع المحافظة، بدأ الطفل فى الخروج مع الإخوان عن طريق الأسر والشُعب الخاصة بالمحافظة ومشاركتهم فى المسيرات والمعسكرات التى كانوا يعتمدون عليها فى جذب العناصر الشابه الجديدة .
اقتنع الإنتحارى محمود شفيق، بالإنضمام الى جماعة الإخوان الإرهابية عام 2012، إلا أن ذلك الإنضمام لم يكن بشكلاَ رسمياَ أو تنظيمياَ فى بادى الأمر، ومع تكثيف البرنامج الدعوى من قبل قيادات التنظيم على الشاب قرر الإنضمام للجماعة بشكل تنظيمى، ما أدى الى خلاف مباشر مع اسرته حيث كان اهله على خلاف دائم مع الإخوان .
وفى 30 يونيو 2013، وقعت الثورة، وقرر الإخوان الخروج فى تظاهرات بحجة أن هناك انقلاب وقع على الرئيس الأسبق محمد مرسى، ونظم الإخوان الإعتصام المعروف بإعتصامى "رابعة والنهضة"، فى تلك الأثناء شارك الإنتحارى محمود شفيق، فى ذلك الإعتصام من خلال زيارته له مع عدد من اصدقاءه عن طريق النزول من المحافظة والمشاركة فى الإعتصام يومين كل أسبوع .
ومع فض الإعتصام بدأ الشاب الإنتحارى محمود شفيق فى المشاركة فى التظاهرات والمسيرات الخاصة بالإخوان احتجاجاَ على فض الإعتصام حتى القاء القبض عليه فى القضية المقيدة برقم 2590 لسنة 2014 إداري قسم شرطة الفيوم، بتهمة الإنضمام لجماعة اسست على خلاف القانون للإخوان، وحيازة أسلحة وذخيرة، حيث القى القبض عليه وبحوزته سلاح آلي، قنبلة يدوية، وطلقات بعد تعديه بها على المواطنين، بعد تدخل الشرطة لفض مسيرة للجماعة عقب صلاة الجمعة، وذلك بتاريخ 15 مارس 2014 بمحافظة الفيوم.
الإنتحارى محمود شفيق كان قاصر في 2014 وفصل من كلية علوم الفرقة الأولى لاستنفاذه سنوات الرسوب، ولم يبلغ سن الرشد، تم استبعاده من الاتهامات بالجناية وبقيت جنحة التظاهر فقط وأخلي سبيله في 2015 من دائرة جنايات بندر الفيوم برئاسة المستشار عاطف رزق، بضمان محل إقامته، فى تلك الأثناء خرج الشاب ووجد شقيقه يعمل على توكتوك، والأخر فى التجنيد، فأنتقل للسفر الى سيناء عقب مبايعته لتنظيم أنصار بيت المقدس المعروف بداعش مصر ومنها الى دولة السودان، من خلال تبنى الأفكار التكفيرية، واستباحة دماء المسيحين، واطلق على نفسه أسم "ابو دجانة الكنانى"، حيث تبنى تلك الأفكار قبل ذلك من خلال التواصل مع عناصر تنظيم داعش عبر مواقع التواصل الإجتماعى "فيس بوك" و "تويتر" .
تلقى الإنتحارى محمود شفيق تدريبات عالية ومكثفة، على كيفية استخدام الأسلحة النارية والقنابل، وبعد 5 أشهر من التدريب المكثف عاد الى مصر متبنى مصطلح "الذئاب المنفردة"، سُلم له خطة العملية الانتحارية التى سينفذها قبل عيد الكريسماس، وبالتحديد يوم الأحد الذى سيكون فيه عدد من المصلين داخل مصلى السيدات.
تدرب الشاب محمود شفيق، فى سيناء على ارتداء الأحزمة الناسفة وكيفية تفجيرها، وتم تحديد الهدف بالنسبة للعملية وهو الكنيسة البطرسية، وتسلم الجزام الناسف الذى اعد له خصيصاَ خارج البلاد، وتم تسليم الحزام الناسف لمنفذ العملية فى القاهرة، قبل تنفيذ العملية بعدة أيام حتى لا يشك فيه أحد من قوات الأمن.
قام محمود شفيق بلبس الحزام الناسف وتوجه صباح اليوم إلى الكنيسة البطرسية وتسلل إلى مصلى السيدات مستغلاَ الإزدحام وقام بالجلوس فترة زمنية قصيرة وقام بعد ذلك بتفجير الحزام الناسف.