"أميرة" انتحرت أم ماتت بـأزمة قلبية؟.. التحقيقات تشير لتخلصها من حياتها

محل تجارى صغير تحتوى فاترينته على مانيكان لطفلتين صغيرتين ترتديان ملابس مبهجة، وشجرتى كريسماس زُينا بحيث يشيعا قدرا ولو صغير من البهجة، لجذب انتباه الزبائن، بتلك التفاصيل البسيطة جهزت "أميرة.م" ربة منزل فى الثلاثينيات من عمرها، المحل التجارى الذى تملكه أسرتها، ليكون متجراً لبيع مستلزمات الأفراح والسبوع وحياكة الملابس، ولم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يشهد ذلك المتجر عقب افتتاحه بأشهر قليلة حادث انتحار. شقيق أميرة يعثر على جثتها داخل محل عملها بالهرم فى عصر يوم الأربعاء الماضى، حاولت أسرة "أميرة" الاتصال بها والتواصل معها، إلا أنها لم تجب وبعد دقائق معدودة أغلق هاتفها المحمول، أثار ذلك فى نفوسهم القلق، مما دفع شقيقها "بدوى" لأن يتوجه إليها فى المحل لاستطلاع الأمر، وفور وصوله وجد الباب مغلقاً، وحينما فتحه كانت المفاجأة، فقد وجد شقيقته مشنوقةً بقطعة قماش، أعلى سقف المحل_وفقا لما أكدته التحقيقات_، فهرول على الفور للاستنجاد بأفراد أسرته الذين حضروا ونقلوها بسيارة إسعاف إلى المستشفى إلا أنها كانت قد لفظت أنفاسها الأخيرة. انتقل "انفراد"، إلى المكان الذى شهد الواقعة، بشارع الملك فيصل بالهرم التقى هناك عددا من الجيران الذين خالطوا "أميرة" عدة أشهر قبل وفاتها. حارس عقار: أسرة أميرة نقلتها إلى مستشفى الهرم فى محاولة بائسة لإنقاذها فى البداية استقبلنا حارس العقار الذى شهد الواقعة، رجل فى بداية الأربعينيات من عمره، يقول: يوم الواقعة حضرت "أميرة" إلى المحل وفتحت مبكراً كعادتها، وظلت بداخله تستقبل زبائنها، وعصر ذات اليوم أغلق المحل بشكل مفاجئ على غير العادة، ظننت حينها أنها ربما عادت إلى المنزل لتناول وجبة الغداء أو لتنال قسطاً من الراحة، ولكننى فوجئت بعدها بساعات قليلة بشقيقها يجرى اتصالاً هاتفياً بى ويخبرنى بأنه يتصل بشقيقته ولا تجيب على هاتفها وأنه أغلق فى النهاية. ويتابع "حارس العقار"، أنه أخبر شقيق "أميرة" بأن المحل مغلق وأنها ليست موجودة بداخله وهذا جعله يشعر بالقلق عليها، فوصل بعد دقائق قليلة، وتوجه إلى المحل فوجده مغلق دون إحكام، ففتحه على الفور وكانت المفاجأة أنه عثر على جثة شقيقته داخل المحل، فاتصل بأفراد أسرته فحضرت على الفور شقيقتها التى تعمل محامية وشقيق زوجها ونقلوها جميعاً إلى مستشفى الهرم فى محاولة لإسعافها إلا أنها كانت قد لفظت أنفاسها الأخيرة، ونفى "حارس العقار"، علمه بوجود خلافات بين المتوفية وأفراد أسرتها، مؤكدا أن الفترة التى قضتها بينهم لم تكن كفيلة لأن يتعرفوا عليها عن قرب وأن العلاقات بينهم لم تكن تتخطى مجرد السلام، خاصة وأنها كانت تحرص على أن تكون داخل المحل بشكل دائم. شاهد: أميرة انتحرت بقطعة قماش داخل المحل على ناصية الشارع يجلس عم "م" رجل فى منتصف الخمسينيات من عمره أمام محل تجارى مملوك له، تحدثنا معه عن "أميرة" وعن كيفية استقبالهم للحادث، فأكد انه يوم لم يكن متواجداً فى المحل حينها، نظراً لانشغاله الدائم بشراء مستلزمات المحل، ولكنه أشار إلى أنه يعرف "أميرة" معرفة سطحية لأنها كانت تشترى منه من وقت لآخر بعض الأحذية، مؤكدا أنها متزوجة ولديها طفلة صغيرة كانت تأتى معها إلى المحل من آن لآخر، وأنه وفقاً لما تم تداوله بمحيط الحادث وما علمه من الجيران، فإنها توفيت منتحرة داخل المحل وأنهم عثروا على جثتها معلقة بسقف المحل بواسطة قطعة قماش. شقيقها: "توفت بنوبة قلبية ولم تنتحر" حاولنا التواصل مع أسرة "أميرة"، وأجرينا اتصالاً هاتفياً بشقيقها "بدوى"، سألناه عن الواقعة وعن أسباب إقدام شقيقته على الانتحار، وعن حقيقة أنها دُفعت إلى ذلك نتيجة لمرورها بضائقة مالية وتراكم الديون عليها، إلا أنه نفى ذلك تماماً، وأشار إلى أن شقيقته كانت تعانى من أمراض فى القلب، وأنها توفيت نتيجة نوبة قلبية تبعها هبوط حاد فى الدورة الدموية. الزوج يكشف سر الرسالة الأخيرة أما زوج "أميرة"، فنفى ما أثير حول تركها رسالة اليهم قبل وفاتها أخبرتهم فيها بأنها أقدمت على الانتحار نتيجة تخليهم عنها، مؤكدا أنهم جميعاً كانوا بجوارها، مشيراً فى الوقت ذاته إلى أن الأمر انتهى، ولم يعد هناك أهمية لإعادة أثارته مرة أخرى، مؤكداً أن والديها حضروا منذ أن علموا بالواقعة إلى القاهرة، وحالتهم النفسية سيئة للغاية، وأنه تم دفن جثمان زوجته صباح أمس الأول الخميس مطالباً الجميع بأن يدعوا لها بالرحمة والمغفرة. تحقيقات النيابة ومناظرة الجثة تؤكد انتحارها وعلى الرغم من نفى أسرة "أميرة" لقصة انتحارها، إلا أن تحقيقات نيابة الهرم برئاسة المستشار أحمد عطية، أكدت أن المجنى عليها توفيت منتحرة داخل المحل التجارى المملوك لشقيقها، نتيجة لمرورها بأزمة نفسية وتراكم الديون عليها، ووفقاً لتقرير مناظرة الجثمان، فإنه يوجد حز فى منطقة الرقبة من جراء احتكاك قطعة القماش المستخدمة فى عملية الشنق بالرقبة، وتنتظر النيابة التقرير الطبى النهائى للوقوف على ظروف وملابسات الوفاة بشكل مفصل.