تأججت نار الانتقام فى نفوسهم ولم تهدأ، حركتهم العصبية القبلية، ودفعتهم نحو الأخذ بالثأر، ذلك الخنجر المسموم الذى يقتل صاحبه، قبل أن يجد طريقه الى صدر المجنى عليه، فأعدوا أنفسهم جيداً وأحضروا السلاح اللازم لمهمتهم، وتوجهوا إلى إحدى الشركات الخاصة بمنطقة أطفيح، والمملوكة لخصمهم اللدود، الذين يعتقدون أنه كان السبب فى وفاة أحد أبناء عائلتهم، وهناك أشهروا الأسلحة النارية وأرهبوا العاملين فيها، وحاولوا قتل صاحب الشركة، إلا أن قوات الأمن تدخلت ومنعتهم من ذلك فى الوقت المناسب.
لم تكن ذكرى مقتل "أحمد" أحد أفراد عائلة "عبد الغفار" تمر مرور الكرام، دون أن تحرك فى نفوس أبناء عائلته الرغبة فى الثأر، لم يكن يوم وفاته يوماً عادياً، فقد خُطف من بين أيديهم خطفاً، ولم يستطع أى منهم أن يقدم له شيئا يذكر، توفى فى مشاجرة مع عائلة "سليمان" بدائرة قسم شرطة أطفيح، بعد خصومة ثأرية استمرت بينهم عدة سنوات، وأصيب حينها فرد آخر من عائلة "عبد الغفار" هو "محمود".
اجتمع أفراد عائلة "عبد الغفار" فى الدوار الكبير، واجمعوا رأيهم على الأخذ بالثأر، وحلفوا يمين الولاء لكبير العائلة "كمال عبد الغفار"، و شقيقه طارق عبد الغفار والد "أحمد"_الشاب المجنى عليه_، وانضم إليهم فى ذلك الجمع كل من "هيثم" و"محمد" و"ياسر"، أبناء "كمال"، كما انضم اليهم، "هانى مصطفى" و "أحمد محمد" و"عادل أبو سريع" أحد أفراد العائلة، واتفقوا فيما بينهم على التوجه لشركة "المدينة المنورة" والتى تعمل فى مجال استيراد وتصدير مواد البناء، والمملوكة لـ"عبد العظيم سليمان" كبير عائلة "سليمان"، لمحاصرتها والأخذ بثأرهم.
أعد أفراد عائلية "عبد الغفار"، الأسلحة النارية اللازمة لغتمام مهمتهم، وتوجهوا إلى شركة "المدينة المنورة" مشهرين أسلحتهم، ومنعوا العاملين من الدخول بالقوة، واستعرضوا قوتهم ملوحين بالعنف والتهديد، ما ألقى الرعب فى نفوس العاملين وتوقفوا عن العمل، وانتظروا حضور صاحب الشركة "عبد العظيم سليمان" ولكنه لم يحضر، وبدلاً منه حضرت قوات الأمن وسيطرت على الموقف، فتبدد حلم عائلة "عبد الغفار" فى الثأر.
تم تحرير محضر بالواقعة، وأحيل الى النيابة العامة التى باشرت التحقيقات فى القضية، وفور اكتمال أدلة الثبوت أحالت المتهمين إلى محكمة الجنايات، التى أصدرت حكمها برئاسة المستشار محمد عوض الله، وبعضوية المستشارين عمرو وحيد وسكرتارية أحمد مطفى و أبو بكر طه، بمعاقبة المتهمين وهم كلاً "ياسر كمال " وشقيقيه "محمد" و"هيثم" بالسجن المشدد لمدة سنة، لاتهامهم بحيازة أسلحة نارية وذخيرة، واستعراض القوة، والتلويح بالعنف والتهديد باستخدام الأسلحة النارية، لإرهاب عدد من العاملين بشركة "المدينة المنورة" الخاصة بجنوب الجيزة.