عمله "كمسيونجى" فى المصوغات الذهبية جعله مطمع للجميع، على الرغم من تدنى أحواله المادية خلال الفترة الأخيرة بسبب تذبذب أسعار الذهب مما جعله مديونا لكثيرين، حتى أنه لو كان السارق يعلمحال "جرجس" ما كان ارتكب جريمته ولرأف بحاله.
اعتاد "جرجس" أن يباشر عمله منذ الثامنة صباحا، حيث يعمل " كومسيونجى" بمعنى سمسار بين محلات الذهب، يقوم بتوزيع المشغولات الذهبية من الورش المصنعة ويعرضها على المحلات بمنطقة مصر الجديدة وخاصة منطقة ميدان الجامع والكوربة، وكان ربحه فى عمليات البيع والشراء هو مصدر رزقه الوحيد.
وذكر أحد اصدقاء جرجس خلال تحقيقات النيابة العامة، أن صديقه كان يمر بحالة نفسية سئة خلال الفترة الأخيرة، خاصة بعد أن تكبد خسارة كبيرة وأصبح مديونا لتجار كثيرين خلال آخر 6 أشهر قبل وفاته، واصفا المجنى عليه بأنه كان شخص انطوائى للغاية لكنه رغم ذلك محبوبا ولم يكن لديه خلافات مع أحد.
وتروى زوجة المجنى عليه" جرجس"، أنها تلقت مكالمة هاتفية من أحد اصدقاء زوجها فى حوالى الساعة الثامنة مساء السبت الماضى، يبلغها أن زوجها تعرض لاطلاق نار بالقرب من محل عمله، وتم نقله إلى مستشفى هليوبليس بمصر الجديدة، لافتا أنها فور عملها بالخبر اسرعت برفقة ابنها الأكبر "اندرو" فى محاولة لإنقاذ زوجها من خلال البحث عن أكياس دم، إلا أنه لقى مصرعه بعد الحادث بساعات قليلة.
وتؤكد زوجة المجنى عليه أن زوجها يعيش معها بمنطقة الهرم، ويذهب يوميا إلى محل عمله بمصر الجديدة بشارع بغداد، وليلة الحادث كان يسير بشارع نزيه خيرى عائدا إلى محله، فأطلق شخص عليه الرصاص وسرق ما كان بحقيبته وفر هاربا.
وأسفرت تفريغات كاميرات المراقبة التى تم التحفظ عليها بمكان الحادث، عن وجود شخص ظهر بإحدى مقاطع الفيديوهات يجرى مسرعا وقت ارتكاب الجريمة لكن الفيديو لم يظهر ملامحه بشكل واضح.
ومن جانب آخر استدعت الأجهزة الأمنية مايقرب من 8 أشخاص من دائرة المشتبه بهم، وتم استجوابهم لكن تبين عدم صلتهم بالجريمة.
وكان انتقل المستشار محمد الجرف، مدير نيابة حوادث شرق القاهرة، لمناظرة الجثة وتبين أنه توفى إثر إصابته بطلق نارى بالصدر، كما عثرت النيابة على حقيبة تبين أنها تخص المجنى عليها وكانت فارغة تماما، مما يشير إلى تعرضه لحادث سرقة.