يرقد الطفل "يحيى" فى صمت على سرير المرض وهو يلعن حظه التعيس الذى ساقه ليكون إبنا لأب معدوم الضمير يعانى من مرض نقص المناعة "الإيدز" الذى لم يكتفى بنهش جسد هذا الأب علاقاته الشاذة والمشينة، بل انتقل الى "يحيى" وهو نٌطفة فى رحم أمه.
الموت بات يلاحق الصغير منذ أول يوم ولادته فلم يعد ينمو بشكل طبيعى ولا يستجيب للطعام أو الشراب وظل يعانى من مشاكل مزمنة فى الرئتين وغيرها من الاعراض والآلآم التى تفتك به وتجعله دائم التردد على الأطباء.
تحكى مروة.غ والدة الطفل يحيى عن معاناتها بعد حصولها على الطلاق بسبب خيانة زوجها وعلاقاته المتعددة مع فتيات ليل، قائلة : "أجرمت فى حق ابنى عندما قبلت الحياة مع زوج غير مسئول دمر حياتى وعرضنى للضرب والإهانة ليتنى فقدت حياتى عندما اقدمت على الانتحار مرتين ولم يصل لابنى البلاء الذى ورثه عن والده".
وانهارت الزوجة التى تحدثت مع الـ"انفراد" وهى ترفع يدها بالدعاء لله للاقتصاص من أهلها وزوجها وإجبارهم جميعا لها على العيش فى حياة لا تطيقها، وأضافت الأم الحزينة : الايدز كان النهاية الطبيعية للمستنقع الذى أعيش به نتيجة لممارسة زوجى علاقات آثمة مع عاهرات فضلا عن شذوذه مع أصدقائه".
و أكملت: حاولت الانتحار وإجهاض الطفل عندما علمت بمصيبة إصابة زوجى بالإيدز ولكنى فشلت هربت لأهلى طردونى وصارحونى بخوفهم أن أنقل لهم المرض رغم تأكيد الطبيب وقتها أن المرض لم ينتقل لى بعد، إلا أنهم أجبرونى على العودة إليه مرة أخرى وبالفعل عشت معه فى سجن مغلق علينا و فى كل لحظة كنت أنتظر موعد اصابتى بالفيروس" .
وتابعت: أنجبت يحيي أبنى وعندما رأيته كنت أموت من الخوف وأنا أنتظر تأكيد الأطباء إنه سليم ولكن حدثت المصيبة واكتشفت اصابته واصابتى بالمرض وأصبحت حياتنا مدمرة إلى الأبد.
وقالت السيدة الثلاثنية: فى كل لحظة تمر على ابنى يزداد مرضه وحالته تسوء أكثر بسبب جسده الهزيل وتوقف نموه واصابته بعده أعراض مرضية وأخيرا مشاكل مزمنة فى الرئتين .
أكدت الزوجة أنها حصلت على الطلاق من محكمة الأسرة بزنانيرى باعتباره آخر سلاح لها ولكن بعد فوات الأوان و الآن تعيش على الإعانات وتعمل كبائعة بإحدى المحال دون أن يعرف أحدا حقيقة مرضها خوفا من نظراتهم والإتهامات الأخلاقية الذى قد يطلقونها عليها.